دمشق- كثير من الألم يهيمن على المرء في التعرف إلى مسيرة الطفلة ليلى التي ضاعت منها أحلامها بالشفاء من مرض ألمّ بها، لتبقى ترسم في ذاكرتها كيف كانت تعيش وحيدة من دون أن تشارك الأطفال ساحات الملاعب واللهو.
ليلى بقدميها المتضخّمتين تجلس كل يوم أمام نافذة منزل جدّها، تراقب الأطفال في قريتها وتحلم بمشاركتهم اللعب والمرح، ولكن حجم قدميها يُعيق الحركة ويحرمها من ارتداء الأحذية المخصصة للأطفال.
تقول جدة ليلى (أم أيمن) المقيمة في ريف دمشق، إنهم تهجّروا من قرية الفليطة خلال الحرب ثم عادوا لمنزلهم بعد رحلة نزوح وعذاب، وعندها 8 أولاد متزوجين كل منهم استقر في مكان بسبب ظروف البلد، وهي مسؤولة حالياً عن تربية حفيدتها الصغيرة ليلى التي تعاني إعاقة في رجليها ولم تتمكن من إيجاد حل لمأساتها رغم مراجعتها للكثير من الأطباء. وما يزيد من صعوبة حركة أم أيمن أن زوجها يعاني مشكلات في الكلى والسكري ونقص حاد في السمع، وهو يحتاج لعدد من الحقن أسبوعياً كما يحتاج لسماعة لا تستطيع الزوجة تأمينها بسبب ارتفاع سعرها.
معاناة تكبر
تقول الجدة إنها أخذت حفيدتها لمستشفى الأطفال في دمشق، وأخبروها بعدم إمكانية علاجها، وما يزيد مخاوف الجدة أنه كل ما كبرت الطفلة يكبر حجم قدميها، وهي اليوم ترتدي حذاء قياسه 45، تتمنى الجدة أن تجد علاجاً للطفلة كي تتمكن من ارتداء أحذية مناسبة لطفولتها، وتلعب مع رفاقها كبقية الأطفال، وتذهب للمدرسة.
وما يزيد معاناة الصغيرة أنها تعيش من دون أبويها، فوالدتها تركتها بعد الولادة بخمسة عشر يوماً ووالدها بعيد عنها، وهي تمضي أيامها مع جديها العجوزين ومعاناتها الصحية.
من جانبه، يوضح الطبيب الدكتور عبد المعين زكار اختصاصي جراحة عظمية للأطفال، أن العائلة تأخرت في علاج الصغيرة، ولو راجعت الطبيب قبل عمر السنتين، لكان العلاج أسهل، ولكن اليوم ولكون الطفلة تجاوزت السنوات الأربع سيضطرون لبتر الأصبع المتضخم، وجزء من القدم المتضخمة، كما سيعملون على تصغير حجم القدم كي تتمكن من ارتداء حذاء صغير وتستعيد قدرتها على المشي بشكل مناسب.