يحي عمال العالم يوم الاحد غرة ماي 2022 احتفالات عيد العمال العالمي وجاء هذا العيد بعد عشريات بأكملها منذ أحداث شيكاغو 1886 التي أنذرت العالم بتردي أوضاع الشغالين وبتحركاتهم الميدانية دفاعا عما أسموه "ثماني ساعات عمل وثمانية ساعات نوم وثمانية ساعات متعة واسترخاء" وما اشبه الامس باليوم في ظل تردي الوضع الاجتماعي العالمي بعد ازمة الكورونا بالإضافة الى اتسام الوضع السياسي الوطني بالتوتر وعدم الاستقرار دون نسيان التوتر على المستوى العالمي.
وها نحن نحيي عيد العمال هذه السنة في مناخ عالمي متوتر حيث تدفع الشعوب ثمن الصراعات بين القوى الامبريالية حول مناطق النفوذ والتحكم في الأسواق وهو ما نشهده في مختلف المناطق سواء في منطقتنا العربية على غرار ليبيا واليمن وسوريا وفلسطين او على مستوى العالم مثل ما يحدث في أوكرانيا وغيرها من المناطق.
ولم يكن حالنا في تونس اقل سوء حيث اتسمت العشرية الأخيرة بفشل الحكومات المتعاقبة في إدارة الشأن العام ولم تحقق الثورة التونسية المجيدة أهدافها لا على المستوى السياسي او الاقتصادي ولا حتى الاجتماعي وحتى فرصة الإنقاذ التي حصلت يوم 25 جويلية 2021 تكاد تتحول الى سراب ان لم تصبح انقضاض على مكاسب الثورة التونسية من حرية وبناء ديمقراطي تعددي لم يكتمل. حيث تشهد تونس ضبابية في إدارة الشأن العام بالإضافة الى الفراغ على مستوى المؤسسات الدستورية بالإضافة الى تعطيل الدستور.
ان الكنفدرالية العامة التونسية للشغل تدعو إلى إنجاح مسار تصحيح الثورة التونسية المجيدة عبر تشريكها وسائر المنظمات الوطنية في كل الخطوات اللاحقة للخروج من الأزمة والتي ألقت بظلالها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، وعليه نطلب من رئاسة الجمهورية الى التفاعل إيجابيا مع القوى الداعية الى تصحيح مسار الثورة التونسية المجيدة عبر جعل مسار الخروج من الازمة تشاركي.
هذا وتحذر الكنفدرالية العامة التونسية للشغل من تطبيق إملاءات صندوق النقد الدولي الذي أصبح يتجلى من خلال المضي ورفع الدعم تدريجيا ولا سيما رفع الدعم على المحروقات وتدعو الحكومة لإيجاد حلول عاجلة للطبقات الاجتماعية الهشة بطبعها والمتضررة من الجائحة وتبعاتها وذلك بتقديم المعونات وتوفير السيولة للمؤسسات الصغرى والمتوسطة والتي اصبحت في اغلبها مهددة بالإفلاس مما من شأنه ان ينذر بكارثة اجتماعية.
هذا وتؤكد الكنفدرالية العامة التونسية للشغل انه لابد من التوجه لبناء الدولة الاجتماعية من خلال التأسيس لعقد اجتماعي جديد غير اقصائي يتم فيه تشريك جميع الفاعلين في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يقطع مع انتهاك حقوق الشغالين ويقضي على هشاشة التشغيل ويحترم فيه الانسان والطبيعة.
تحتفل الكنفدرالية العامة التونسية للشغل بعيد الشغل هذه السنة في اجواء اتسمت بمعادات الحرية النقابية حيث شهدت الفترة الاخيرة العديد من الانتهاكات تجاه النقابيين كما كرست الحكومة الحالية انتهاك الحرية النقابية والتضييق المنظمات الناشئة وحرمانها من أداء دورها على أحسن وجه.
كما تعبر كنفدرالية الشغل عن مساندتها لنضال الطبقة الشغيلة في كافة أنحاء العالم، ونؤكد على دفاعنا المطلق لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي يمر بظروف قاسية في هذا الظرف الصعب حيث تواصل سلطات الاحتلال الغاشم سياستها التوسعية في ظل سكوت مشين للعالم.
أخيرا تدعوا الكنفدرالية العامة التونسية للشغل كافة القوى الحية في العالم للاستعداد للنضال للتأسيس لعالم أكثر عدل وأكثر تضامن يقوم على عقد اجتماعي جديد يحترم فيه الانسان والطبيعة خاصة مع انهيار النظام العالمي المنتصب منذ الحرب العالمية الثانية.
عاش التضامن العمالي العالمي
عاشت الكنفدرالية العامة التونسية للشغل حرة، مستقلة، ديمقراطية ومناضلة.
الامين العام
محمد علي قيزة