يبدي باحثون، قلقا متزايدا إزاء الانخفاض المستمر في عدد الحيونات المنوية لدى الرجال، وسط مخاوف من أن يهدد مستقبل الجنس البشري، إذا استمر "التراجع" بالوتيرة الحالية.
ووصفت خبيرة علم الأوبئة في مستشفى "ماونت سيناي" بنيويورك، شانا سوان، هذا التراجع في عدد الحيوانات المنوية بـ"أزمة العالم الوجودية".
ونبهت الباحثة إلى أزمة الخصوبة المقلقة لدى الرجال في كتاب بعنوان "العد التنازلي"، في مسعى إلى التوعية بخطورة هذا التراجع.
ووجدت الخبيرة الصحية إلى جانب باحثين آخرين، أن عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال تراجع في مناطق كثيرة؛ منها أوروبا وشمال أميركا وأستراليا ونيوزيلندا.
وكشفت الدراسة الطبية أن عدد الحيوانات المنوية لدى رجال هذه المناطق والبلدان تراجع بما يقارب 60 في المئة منذ 1973.
ويقول الباحث في علم الأوبئة بالجامعة العبرية، هاغاي ليفين، إن هناك خطرا بالفعل، بينما يحاول خبراء فهم سبب حصول هذا التراجع.
في غضون ذلك، قالت الباحثة بجامعة هارفارد، سارة ريتشاردسون، إنه في حال صحت الأرقام بشأن التراجع الكبير في عدد الحيوانات المنوية فإن الأمر يتعلق بـ "بيانات مفزعة".
وبحسب معايير منظمة الصحة العالمية، فإن السائل المنوي يكون فيه عدد كاف من الحيوانات المنوية، حين يتراوح العدد بين 15 و250 مليون حيوان في الميليمتر.
ويستطيع الرجل أن يقذف ما بين 2 و5 ميليمترات من السائل المنوي في كل مرة، لكن منظمة الصحة العالمية توضح أن ارتفاع عدد الحيوانات لدى الرجل لا يعني أنه أكثر خصوبة بالضرورة.
لكن بعض الباحثين يشككون في تأثير عدد الحيوانات المنوية الكبير أو الحاسم على الخصوبة، رغم توالي تحذيرات بعض الخبراء.
وتقول الباحثة في شؤون الخصوبة بجامعة جورج ميسون، جيرمن بوك لويس، أن عدد الحيوانات المنوية مؤشر ضعيف على الخصوبة، خاصة إذا كانت الشريكة الأنثى للرجل تتمتع بحوض صحي."
وعند الباحث عن أسباب هذا التراجع، ترجع الباحثة سوان أن يكون ناجما عن مواد تسبب اضطرابا في الغدد الصماء في جسم الإنسان.
ويحصل هذا الاضطراب من جراء مواد كيميائية محاكية للهرمونات توجد فيكمواد كثيرة مثل الشامبو والوجبات المعلبة الجاهزة والكحول والسجائر.