الصفحة 3 من 4
من يكسب المعركة
لا تبدو عملية استعادة طرابلس من أيدي الميليشيات سهلة، فالجيش الليبي الذي بدأ هجومه في أبريل الماضي واستطاع خلال فترة وجيزة الاقتراب من العاصمة ومحاصرتها، فضّل التريث لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين حسب ما أعلن. لكن الإنذار الأخير الذي وجهه المشير خليفة حفتر والإعلان عن بدء “الهجوم الحاسم” نحو قلب طرابلس، أربك حسابات تيار الإسلام السياسي في ليبيا والدول الداعمة له وعلى رأسها قطر وتركيا.
فأنقرة تتحرك على أكثر من صعيد من أجل إرسال قواتها نصرة للميليشيات، إذ عملت قبل ذلك على استفزاز دول الجوار الليبي عبر الاتفاقيتين الأمنية والعسكرية وترسيم الحدود البحرية. فهي تعلم أكثر من غيرها أن الدول المحيطة بليبيا وخاصة الأوروبية لن تتحرك لإيجاد مخرج للأزمة من دون استفزازها بمثل تلك الاتفاقيات المثيرة.
ما يهم أردوغان، رئيس تركيا التي تعاني تحت حكمه، هو إنقاذ حكم الميليشيات من السقوط، مع معرفته جيدا أنه لن يستطيع تطبيق اتفاقياته مع حكومة الوفاق والخاصة بالحدود البحرية وفتح مواجهة مع دول مثل مصر وإسرائيل واليونان وروسيا والولايات المتحدة على “خيرات البحر المتوسط”.