الصفحة 4 من 4
بلا حلفاء
رغم ترويج النظام التركي أن الاتفاقية مع حكومة فايز السراج تؤثر على التوازنات الإقليمية والدولية في ظل السباق للسيطرة على مصادر الطاقة في شرق المتوسط، إلا أنها لا تخفي خطة تركية قطرية إخوانية لإيجاد مبررات التدخل العسكري في ليبيا لحماية حكم الميليشيات الإسلامية.
ويتحرك الرئيس التركي داخليا عبر البرلمان لشرعنة تدخله العسكري، فيبدو حديثه عن انتظار موافقة البرلمان مبالغا فيه في ظل عدم حصوله على أيّ إجماع خارجي حول تحركاته وخاصة من دول الجوار الليبي تونس والجزائر حيث رفضتا أيّ تدخلات خارجية. فلا داعم خارجيا لتحركات أردوغان سوى النظام القطري، الذي سبق ليبيا في بناء قواعد عسكرية تركية.
سيكون الاختبار الأول لأردوغان في مهمته الميدانية العسكرية في ليبيا يتمثل في كيفية إيصال جنوده إلى طرابلس في ضوء تطويقها برا وبحرا وجوا من قبل الجيش الليبي. هناك منفذ لتركيا وهو عبر تونس، لكن موقفها الأخير والوضع الداخلي فيها لا يسمح لقادتها بالمقامرة بمثل هكذا تحرك، خاصة أن السياسة الخارجية التونسية عرفت خلال السنوات الأخيرة بالحياد المعلن من طرفي النزاع في ليبيا.
لا يبدو أن التهور التركي في ليبيا سيكون في صالح البلد الغارق في الفوضى، فهناك ميليشيات مسلحة متطرفة يمكنها أن تفعل ما يمكن من أجل البقاء في السلطة والتحكم في ثروات البلاد. وهناك أيضا أردوغان الباحث عن حلول لأزماته الداخلية بفتح جبهات خارجية يسهل إشعالها، لكن يصعب على أي أحد إطفاؤها.
أحمد فايز القدوة
صحافي فلسطيني