خدعة التسلح:
لاشك ان المملكة السعودية تعجز عن اقامة اي نوع من العلاقات الدولية خارج مجال الرشاوى والعمولات التي تدفع هنا وهناك لكسب المؤيديين، وقد عرف الجميع عجز المملكة عن استعمال اي اسلوب آخر، فهي تفتقر للعقلية الدبلوماسية، كما تفتقر للخبرات المحلية، حتى اضطرت للاستعانة بالخبرات (الاميركية – البريطانية - والاسرائيلية)، فوجود القواعد العسكرية فيها فتح شهية الجميع في الخليج (الفارسي) بما فيهم العراق للمزيد من القواعد العسكرية هنا وهناك مما يعني المزيد من مراكز التجسس، ومما يعني ايضا بلايين اخرى من الاموال تصرف بحجة الامن القومي، والذي هو في الحقيقة الامن الشخصي للحكام والملوك وبقاء العروش.
ذكرت صحيفة (New York Sun): "أن السعودية انفقت مابين (1990 – 2004) اكثر من (268.6) مليار دولار على شراء الاسلحة حيث اعتبرت ان عمليات الشراء ما هي إلا لتمرير عمولات بمليارات الدولارات لحساب العائلة الحاكمة ولعدد من الامراء وحتى الملوك من اجل تثبيت عرش العائلة الحاكمة واستمرار بقائها، وأن السعودية التي تثير العالم ضد إيران لن تجرؤ على رفع السلاح في وجهها ".
وذكرت الصحيفة ايضا: "إن حجم عملية التسلح بالمقارنة لعدد سكان المملكة (21 مليون) نسمة يزيد على تسليح كل من الصين والهند الذي يتجاوز عدد سكان كل منهما المليار نسمة" وفي اشارة استهجان كبيرة تقول الصحيفة ايضا: "إن السعوديين ينبحون ويريدون ان تقوم أميركا بالعض".
كل ذلك يكشف طبيعة التسلح ونوع الصفقات وحجم العمولات والذي هو من اجل خدمة المشاريع (الاميركية – البريطانية – الاسرائيلية) ليس آخرها:
أولا: حرب السعودية على الحوثيين في شمال اليمن عند المناطق الحدودية مع السعودية، وفشل القوات السعودية المسلحة باحدث الاسلحة الاميركية والبريطانية امام مجموعة من المقاتلين حتى اضطرت السعودية للاستعانة بقوات اردنية واخرى مغربية هذا غير القوات اليمنية والخليجية الاخرى ولا نخرج مصر من المعادلة بعد تاكيدها على حق السعودية في ضرب الحوثيين.
ثانيا: تهجير يهود نجران الى "إسرائيل" بمساعدة (اميركية - إسرائيلية – يمنية). مستغلة شكل الصراع وطبيعته بل ان التهجير تم باموال سعودية خالصة كما ذكرت الصحف الاسرائيلية.
هذا غير المشروع الذي قامت من اجله مملكة آل سعود أصلا والساعي إلى بقاء "اسرائيل" والمحافظة عليها، وإلا فما الغاية من شراء كل هذه الكمية من الاسلحة التي ستبقى لتصدأ في المخازن ولم تستعملها السعودية إلا في حروبها ضد العرب والمسلمين ولم تستعمل مرة واحدة لضرب العدو الحقيقي (إسرائيل).
وهنا لابد من العودة لحديث رئيس وزراء بريطانيا الاسبق (ونستون تشرتشل) مع اول رئيس اسرائيلي (حاييم وايزمن) حيث قال تشرتشل: "أريد ان ارى ابن سعود سيدا على الشرق الاوسط وكبير كبراء هذا الشرق (وقد استعمل هنا لفظ) (Boss of Bosses) على ان يتفق معكم اولا يامستر حاييم ومتى تم ذلك عليكم ان تأخذوا منه ما تريدون أخذه". راجع مذكرات وايزمن، وجون فيلبي.
ويقول وازمن في مذكراته ايضا: "إن انشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الاول، والمشروع الثاني انشاء الكيان الصهيوني بواسطته". من هنا نكتشف حجم العلاقة بين الكيانين السعودي والصهيوني باعتبارها علاقات وجود ونشوء ولم تكن يوما علاقات صراع وتحدي، وخاصة ان السعودية لاتملك اوراق الضغط على "اسرائيل" بعد ان صارت تمول المشاريع الصهيونية في المنطقة وتقوض كل فرصة لازالة هذا الكيان.
من جانب آخر ذكرت صحيفة (ساندي اكسبريس) في عددها الاحد 27/سبتمبر/2009 : "أن (جون سكارليت) ابلغ خلال الاجتماع ان السعوديين مستعدين للسماح "لاسرائيل" بقصف المنشئات النووية الايرانية، وان السعودية ستغض الطرف عن الطائرات الاسرائيلية اذا ارادت عبور مجالها الجوي".
لاشك ان محاولات نفي الاعلام السعودي تبددها التقارير اليومية عن اتصالات ومشاورات سعودية اسرائيلية ليس آخرها قيام شركات امنية اسرائيلية بمشاريع امنية تحت حجة حماية النظام التعليمي في السعودية كما ذكرت الصحف الاسرائيلية نفسها.