الإشادات تنهال على السباح التونسي بعد الإنجاز الأولمبي.
حقق السباح التونسي أيوب الحفناوي إنجازا تاريخيا للرياضة التونسية والعربية بإحرازه ميدالية ذهبية في سباق 400 متر سباحة حرة، ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية. وأصبح الحفناوي (18 عاما) لاعب نادي الترجي التونسي ثاني سباح تونسي يحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية بعد السباح أسامة الملولي الذي أحرز ذهبيتين في دورتي بكين 2008 ولندن 2012.
طوكيو - فجّر السباح التونسي الشاب أحمد أيوب الحفناوي مفاجأة من العيار الثقيل بإحرازه ذهبية سباق 400 متر حرة الأحد ضمن اليوم الأول من نهائيات السباحة في أولمبياد طوكيو الصيفي الذي شهد تحطيم سيدات أستراليا الرقم العالمي في سباق التتابع أربع مرات 100 متر حرة.
وسجّل الحفناوي (18 عاما) زمنا قدره 3:43.36 دقائق، وهو ثالث أفضل توقيت هذه السنة، متقدما على الأسترالي جاك ماكلافلين بفارق 0.16 ثانية والأميركي الشاب كيران سميث بفارق 0.58 ثانية. وقال الحفناوي بعد تتويجه “لا أصدق ذلك، هذا رائع. هذا الصباح شعرت بإحساس أفضل. أنا بطل أولمبي الآن”.
وتابع الشاب المولود في 4 ديسمبر 2002 الذي حل في مركز ثامن متأخر في نصف النهائي “وضعت رأسي في الماء وهذا ما حصل. لا أصدق ذلك، هذا حلم تحوّل إلى حقيقة”.
ومنذ اللحظة الأولى في السباق الغائب عنه حامل اللقب الأميركي ماك هورتون والصيني سون يانغ حامل لقب 2012 الموقوف بسبب قضايا منشطات، بقي الحفناوي بين متصدري السباق وكان أول الواصلين، ليحرز الذهبية الثانية في رياضة السباحة بعد تتويج الأميركي تشايس كايليش في 400 متر متنوعة.
وأردف البطل التونسي “كنت أجاري السباحين في أول 200 متر، في ثاني 200 متر ضغطت. وقدّمت كل شيء في آخر 50 مترا”.
جيل جديد
هذه ثاني ميدالية لتونس في هذه الألعاب بعد تتويج محمّد خليل الجندوبي السبت بفضية وزن 58 كيلوغراما في رياضة التايكواندو، وعلّق عليها الحفناوي “أنا وخليل بنفس العمر تقريبا. تونس تعتمد علينا. نحن الجيل الجديد أقدّم هذه الميدالية لتونس وعائلتي والعرب”.
وكانت مدينة أنطاليا التركية المحطة التحضيرية الأخيرة للحفناوي قبل مشاركته الأولى في الألعاب الأولمبية. وكان السباح قد أحرز الشهر الماضي ذهبية سباق 400 متر حرة في بطولة فرنسا، مسجلا 3:46.16 دقائق، كما أحرز سباق 800 متر بزمن 7:45.54 دقائق.
وكان بطل السباحة السابق التونسي أسامة الملولي المتوج بذهبيتي 1500 متر حرة في بكين 2008 و10 كيلومترات في لندن 2012 قد تحدث سابقا عن إمكانية صعود الحفناوي على المنصة في أولمبياد باريس 2024 أو لوس أنجلس 2028، بيد أن الحفناوي كان له رأي آخر بعد حصد هذا التتويج المبكر.
وعن اقتدائه بالملولي المشارك أيضا في طوكيو قال الحفناوي “أسامة أسطورة. أتمنى أن أصبح مثله”. وأشار الاتحاد التونسي للسباحة نهاية العام الماضي إلى أن الحفناوي يدرس بالمعهد الرياضي الفرنسي بيار دو كوبرتان ويتدرب بتونس تحت إشراف المدربين سامي عاشور وجبران الطويلي.
وقبل سفر البعثة التونسية إلى طوكيو لم يكن سقف التوقعات كبيرا بإحراز الذهب ولكن رئيس اللجنة الأولمبية التونسية محرز بوصيان قال إن مفاجآت ستتحقق عن طريق اللاعبين اليافعين الذين يشكلون الجزء الأكبر من البعثة.
وعزز السباح الصاعد للترجي التونسي وابن اللاعب السابق لمنتخب تونس لكرة السلة محمد الحفناوي توقعات بوصيان وحقق مفاجأة مدوية بإحراز ميدالية ذهبية في سباق 400 متر سباحة حرة في أولمبياد طوكيو.
وقال رئيس اللجنة الأولمبية التونسية عن السباح الصاعد “قدمنا دعما استثنائيا لأيوب لأننا كنا نشعر بكونه بطلا وقطعة من الألماس الخام لا بد من صقلها. ومن صقل أيوب هي أياد تونسية”.
والحفناوي ثاني سباح تونسي يحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية بعد أسامة الملولي الذي أحرز ذهبيتين في دورتي بكين 2008 ولندن 2012.
إشادة عالمية
وضعت صحيفة ليكيب الفرنسية في تغطيتها للألعاب الأولمبية طوكيو 2020 المقامة حاليا في اليابان صورة كبيرة للسباح التونسي أحمد أيوب الحفناوي المتوج بذهبية سباق 400 متر سباحة حرة وكتبت عنوانا كبيرا “المفاجأة أحمد الحفناوي”.
ونوهت ليكيب بإنجاز السباح التونسي الصاعد الذي لم يكن أحد يتوقع بروزه في سباق 400 متر سباحة حرة ويتقدم على أسماء عالمية كانت مرشحة لنيل الذهب.
وتجدر الإشارة إلى أن أيوب الحفناوي سيخوض الثلاثاء القادم سباق 800 متر والذي يعد من اختصاصه والذي بفضله تأهل إلى أولمبياد طوكيو.
من جانبه كال أسطورة السباحة مايكل فيلبس المديح للتونسي أحمد الحفناوي بعد أدائه المذهل.
وقال النجم الأميركي في تصريحات للصحافيين بطوكيو، إن الفوز المفاجئ للسباح البالغ عمره 18 عاما كان مثالا رائعا على المنافسات غير المتوقعة التي يمكن أن تشهدها الرياضة في أولمبياد طوكيو.
وأضاف “أداء لا يصدق، أعتقد أنه كسر زمنه الشخصي بـ5 ثوان تقريبا. الفارق بين هذه الألعاب والنسخ الماضية أن كل سباح في النهائي يملك فرصة الفوز بالذهبية. لا يهم هل تشارك من الحارة الأولى أو الثامنة أو الرابعة فالنتائج متقاربة”.
وتابع “انظروا إلى سباق 400 متر فردي متنوع فالفارق كان أقل من ثانية بين الأول والثامن في بلوغ النهائي. أعتقد أن الدول الأخرى بدأت تظهر وتقدم أداء قويا وبالنسبة إلي هذا ممتع. من المذهل مشاهدة هؤلاء الشبان وهم يحققون أهدافهم”.
وأشار فيلبس إلى أنه غير متأكد مما إذا كان تأثير جائحة فايروس كورونا من أسباب التساوي بين الجميع، بعد أن تسبب الوباء في اختفاء العديد من السباقات وفرص التدريب.