يبدو أن وزير الشؤون الثقافية مترد في إجراء حركة على مستوى مصالحه الجهوية بالنسبة لعدد من المندوبيين الذين أثبتوا فشلهم، وربما مردّ هذا التردد هو الإحراج الذي ستسببه هذه الحركة للوزير خاصة أنه تسرع في تعيين بعضهم منذ مباشرته تسيير الوزارة ودون تثبت حيث يبدو أن شخصا مسؤولا بوزارته قام بمغالطته من أجل مصالحه الخاصة.
سيدي الوزير أكبر مثال على ما أقول: المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة التي قامت خلال عملها بأخطاء عديدة ومازالت تتمادى في أخطائها لعدم قدرتها على تصويب مسارها وعدم قدرتها على التسيير ذلك أنها استغلت اهتمامكم وحرصكم سيدي الوزير على تنشيط "ساحات الفنون" بالجهات لتتخذ من ساحة الفنون بجندوبة فضاءً لأخطائها بدعوى استمرارية استغلال هذا الفضاء العمومي المفتوح، فها هي تنظم تظاهرة للاحتفاء بعيد الحب في إهدار للمال العام، وهنا نؤكّد أن حرفية المندوب الجهوي تتطلب العمل وفق الظروف دون الاندفاع في كثرة الأنشطة وبصفة كمية عددية دون أهداف واضحة ورؤية استراتيجية وخطة عمل، وفي السياق ذاته يجب أن يرتقي استغلال ساحات الفنون إلى مستوى أنشطة هادفة وذات جدوى وليست لمجرد تنشيط هذه الساحات بفوضى على غرار ما وقع مؤخرا في جندوبة حيث استدعت المندوبة الجهوية مجموعة من الشباب لأداء أغان من موسيقى الراب دون أن تكون هذه المجموعة محترفة وبدعوى تنشيط ساحة الفنون لتفاجيء المجموعة المشار إليها وبحضور المندوبة الجهوية وإحدى رئيسات المصالح الجهوية أعوان الأمن بالشتائم ولتتغنى بـ"الزطلة" وبـ"أهميتها"، إلى جانب ما صدر عنها من كلام بذيء وشتم للحكومة مما أثار حفيظة الأمنيين الحاضرين الذي عبروا عن استيائهم من هذا العرض ونددوا بمحتواه وبتصرفات المندوبة الجهوية معتبرين أن ما قدمته هذه المجموعة غير أخلاقي ويمس من كرامتهم وهو ما أجبرهم على نقل أحد عناصر المجموعة إلى مركز الشرطة حيث خضع للبحث.
إن تصرفات هذه المندوبة طبيعية جدا لعدم قدرتها على التسيير والبرمجة ولعدم قدرتها على الانسجام مع زملائها في العمل باستثناء واحدة من رؤساء مصالحها التي أثبتت هي الأخرى فشلها ولعدم ثقة المندوبة في امكانياتها قامت بتجميد عدد من زملائها المعروفين بكفاءتهم عن العمل، كما قامت برفع شكوى ضد شخصي على خلفية نقدي لما تقوم به من إقصاء ممنهج للشباب المبدع والرافض للنمطية.... سيدي الوزير يجب أن تتخذ القرار الحاسم والناجع لخدمة الثقافة ومراعاة المصلحة العامة للجهة.
الزين العبيدي
