في حادثة صادمة هزّت الوسط التربوي، أعلنت الإدارة العامة للأمن الوطني اليوم الثلاثاء أن الوحدات الأمنية بمنزل بوزلفة، بالتنسيق مع فريق تابع للإدارة الفرعية للشرطة العدلية بالقرجاني، تمكنت من إلقاء القبض على تلميذ تورّط في حرق عدد من مرافق المعهد الثانوي بمنزل بوزلفة من ولاية نابل.
ووفق بلاغ رسمي، أقدم التلميذ – وهو مرسّم بنفس المعهد – على ارتكاب أعمال تخريبية خطيرة، تمثّلت في إضرام النار بقاعتيْ تدريس ومخبر علمي، إلى جانب التسبّب في أضرار كبيرة بباب الإدارة وإحدى نوافذ قاعة الأساتذة، فضلاً عن تخريب قاعة إضافية.
وجاءت هذه التطورات بعد تحريات ميدانية وفنية مكثفة، مكّنت الأعوان من تحديد هوية الفاعل في وقت وجيز، لتقوم الوحدات الأمنية بمداهمة مقر سكنه وحجز أدوات الجريمة، من بينها وعاء بلاستيكي يحتوي على لتر تقريبًا من البنزين، كما تم العثور على مقطع فيديو بهاتفه الجوال يوثّق فيه لحظة تنفيذ العملية.
واعترف التلميذ، خلال استنطاقه، بما نُسب إليه دون تردّد، موضحًا أن دافعه الرئيسي كان شعوره بالغبن بسبب "عدم تفاعل إدارة المعهد مع شكوى تقدّم بها إثر خلاف حاد مع أحد زملائه"، وفق تعبيره.
النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ به من أجل "إضرام النار بمؤسسة تربوية"، فيما تتواصل الأبحاث لكشف مزيد من التفاصيل حول دوافع الجريمة وظروف ارتكابها.
وتعكس هذه الحادثة الخطيرة حجم التوتر الذي قد يخترق المؤسسات التربوية في غياب آليات ناجعة لفض النزاعات والتواصل الفعال بين الإدارة والتلاميذ. كما تطرح تساؤلات جدية حول الصحة النفسية للتلاميذ ودور الإحاطة داخل المدارس.
