
touwensa.com هي بوابة إخبارية على الإنترنت ومصدر دائم للمحتوى التقني والرقمي لجمهورها المؤثر في جميع أنحاء العالم. يمكنك الوصول إلينا عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف.
editor@touwensa.com
حسناء قرطاج كانت محور إهتمام الرسامين و الشعراء، رسموها و وصفوها و كتبوا لها أشعار وتَغنّتْ بها سيّدة الفن ماجدة الرومي.
و اذا كان جميع الرسامين قد اهتمّوا برسم حسناء قرطاج بطريقة مُتشابهة و بنفس الموضوع و نفس المحتوي، اليوم نجدها ضيفة على لوحة الكانفاس للفنانة التشكيلية سناء هيشري ترسمها بطريقة مُبتكرة و مختلفة عن المُعتاد،
تقول سناء هيشري:
لم أرسم هذه الشخصيّة التّاريخيّة ليتعرّف الناس علي وجهها بل رسمتُها بشكل مُغاير و خفيّ ،واقع و حقيقة و الكثير من الخيال لأحصل علي المزيد من التفكير و الإهتمام بتفاصيل لوحتي من تقنيات و خامات مُتنوعة و اهمّها رسالتي الفنية.
رسمتُ الواقع مع إضافة لمسة من الغموض و أبتعدت كلّ البعد عن المنطق و الوُضوح المُفرط لِأُبْحر في نهر الحرية و لِأجعل من لوحتي مشهد و رسالة خفيّة لا يُعْطي للمُتلقّي معناه المُراد لِأُثير في عقله الأسئلة و اترك للخيال مجال لِقراءتها.
اسعي دائما في الرسم بطريقة تسودها الغموض ، فاللوحة التي تكون واضحة كالشمس لن تجلب الاهتمام و لا تستطيع النظر إليها و التّمعّن فيها و قرائتها و تحليلها من شدّة وضوحها لذلك كان ميولي للغموض قويّ جدّا.
أبحث علي إيصال تخيّلاتي و أن تكون لوحتي عند النظر اليها تجعل المُتلقّي يَتأمّل و يُدقّق و يفحص و يُفكّر لِيحلّ لغز هذه القطعة الفنّيّة و لا يمرّ مرورا عابرا.
"حسناء قرطاج" بوجه مُخربش و تقنيات مختلفة و عدّة خامات و لمسة من الألوان بهيبة لها حظور مُميّز يُغطّي عليها غموض، سلطة و نُفوذ، و الغوص في اعماق هذه الشخصيّة التي تحمل نظارات سوداء و كأنّها خرجت من عالمها التّاريخي لِتُرْسي بعد آلاف القرون علي كوكب القرن الأوّل من الألفيّة الثالثة لتتمعّن بنظاراتها و تُعيد رؤية كل شيئ من خلال وجهة نظر مختلفة…!
سناء هيشري فنانة تشكيلية ، باحثة و استاذة فنون جميلة
درست بالأكاديمية الملكيّة للفنون الجميلة ببروكسال