يقول المثل الشعبي: من نفقتو تعرف عشاه
أعلنت الهيئة المديرة لمهرجان طبرقة موسيقى العالم عن تأجيل حفل الفنان نوردو من 27 إلى 30 أوت الجاري، مبررة القرار بـ"أسباب تقنية". هذا التأجيل أثار استغراب الجمهور والنقاد على حد سواء، فكيف يُعلّل التأجيل بـ"تقنية" في مهرجان دولي يحكم اسمه على مستوى الموسيقى العالمية؟ إذا ذكر السبب، بطل العجب.
لا يمكن أن يؤجل عرض في مهرجان دولي إلا لعوامل خارجة عن السيطرة مثل الطقس، أما ذكر "أسباب تقنية" من قبل المنظمين فهذا يؤكد فشلاً ذريعا وغياب احترافية في التخطيط والتنفيذ. إذا كان تأجيل حفل زفاف لأسباب تقنية يعتبر كارثة، فما بالك بمهرجان يحمل اسم "موسيقى العالم" وربما يتم تمويله من المال العام؟
الغموض الذي أحاط بهذه الأسباب جعل الشك يسيطر على جمهور طبرقة، خاصة وأن المهرجان عاد بعد غياب دام 20 عامًا ولم يتمكّن منذ بدايته من برمجة عروض دولية مستقرة، وحتى العروض المحلية يتم تأجيلها. الى جانب تعرّض الجمهور الى مثل هذه التأجيلات في مهرجان طبرقة الدولي سابقا في أكثر من مناسبة ممّا ولّد لديهم عدم ثقة في منظّمي هذه المهرجانات كما ان هذه الكارثة ضربت المشهد الثقافي في المنطقة ومصداقيته، وألحقت ضررًا بسمعة المدينة كقطب سياحي على عكس ما قدّمه المنظمون في تصريحاتهم الصحفية من أهداف هامة للمهرجان في اعادة الاعتبار لاشعاع المنطقة دوليا.
المعلقون شددوا على أن مندوبية الشؤون الثقافية الشريكة في المهرجان مطالبة بالتدخل لحماية هيبتها ومصداقيتها، وأن مندوبية السياحة مطالبة بمتابعة الضرر الذي يلحق بسمعة طبرقة كوجهة سياحية. المهرجانات مثل هذا تعتبر وسائط ثقافية لإشعاع المنطقة السياحي والثقافي، لكن بهذا التنظيم الفاشل حصل العكس تمامًا.
على الرغم من أن التذاكر تبقى صالحة للموعد الجديد مع إمكانية استرجاع قيمتها، فإن ذلك لا يعوّض الضرر المعنوي الذي أصاب الحاضرين، كما يعكس ضعف التنسيق بين الجهات المنظمة.
الرهان ليس مجرد أسماء كبيرة، بل الثقة والموثوقية في إدارة الأحداث الثقافية، حتى لا يتحول مهرجان موسيقى العالم في طبرقة إلى مجرد شعار يُستغل دون تحقيق نتائج فعلية.