بقلم: عزيز بن جميع
افتتاح دورة هذا العام من مهرجان قرطاج السينمائي جاء مخيبًا للآمال، حيث بدت القاعة شبه فارغة أثناء عرض الفيلم، في حين اكتفى البعض باستعراض العضلات وتكريس الولاءات على حساب الفن والمبدعين.
التنظيم كان ضعيفًا للغاية، والمستوى مهزوزًا، مع أجواء بيروقراطية وبروتوكولات فارغة لا تضيف أي قيمة حقيقية للحدث. القامات الفنية والنقاد والإعلاميون تعرضوا لسوء المعاملة، بينما تم تبجيل أشخاص يفتقرون لأي خبرة سينمائية حقيقية، فيما أُهمل حضور من يستحق الاحترام والتقدير.
الأفلام المهمة مثل صاحبك راجل 2، الذي يعد أبرز عمل في الساحة الحالية، وفيلم باراسول لهيفل بن يوسف لم تُبرمج، مما يعكس غياب الرؤية الفنية وترك المجال لاستعراض القوة والشهرة دون أي محتوى حقيقي.
في ظل تطور المهرجانات السينمائية في مصر وآسيا، يبدو أن تونس تتراجع عامًا بعد آخر، ليصبح المهرجان مجرد بهرج وكذب، مليارات تُصرف مقابل مهزلة تنظيمية وفنية، فيما المبدعون الحقيقيون يقبعون على الهامش.
إلى متى ستبقى السينما في تونس مقصية عن جمهورها ومبدعيها؟ وإلى متى سيستمر هذا الاستعراض الفارغ على حساب الفن؟



