أظهرت مسودة إرشادات حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية نيتها التوصية باستخدام أدوية إنقاص الوزن كجزء من خطة علاج السمنة لدى البالغين، في خطوة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في التعامل مع هذا المرض المزمن الذي يؤثر على أكثر من مليار شخص حول العالم.
وتشير المسودة، المفتوحة للتشاور حتى 27 سبتمبر 2025، إلى أن أدوية جي.إل.بي-1، التي تعتمد على محاكاة هرمون الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1 والتي طورتها شركتا نوفو نورديسك وإيلي ليلي، تمثل جزءًا من الحل طويل المدى للمرضى الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 فما فوق، مع ضرورة الجمع بين العلاج الدوائي والاستشارة الخاصة بتغييرات نمط الحياة والسلوك.
وأكدت المنظمة أن السمنة ليست مجرد مسألة نمط حياة كما كان يُنظر إليها سابقًا، بل مرض مزمن ومتفاقم ومتكرر يسهم في ملايين الوفيات التي كان من الممكن تجنبها. وبحسب الخبراء، فإن هذه الخطوة تعتبر تطورًا هامًا نحو وضع معيار عالمي جديد لرعاية مرضى السمنة.
ويُذكر أن هذه الإرشادات ستنطبق في المرحلة الأولى على البالغين ذوي مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر، في حين أن بعض الدول ذات الدخل المرتفع، مثل الولايات المتحدة، توصي أيضًا باستخدام هذه الأدوية لمن لديهم مؤشر كتلة الجسم بين 27 و30 إذا كانوا يعانون من حالة طبية مرتبطة بالوزن.
ومع ذلك، تبقى العقبة الكبرى أمام انتشار هذه العلاجات باهظة الثمن، إذ أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن ارتفاع الأسعار يحد من إمكانية حصول المرضى عليها في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة ستواصل العمل على إرشادات منفصلة لعلاج الأطفال والمراهقين، وسط توقعات بأن هذه الخطوة ستعيد تعريف مفهوم معالجة السمنة عالميًا.