مع حلول الشتاء وارتفاع وتيرة نزلات البرد والإنفلونزا، تتجه الأنظار عادة إلى الأدوية والمكمّلات، غير أن تحذيرًا طبيًا جديدًا يعيد الاعتبار إلى وسيلة وقاية في منتهى البساطة: النوم الكافي.
الطبيبة العامة صوفي نيوتن أكدت أن النوم المنتظم ولساعات كافية يُعد من أقوى الأسلحة الطبيعية لتقوية الجهاز المناعي، مشيرة إلى أن قلة النوم تفتح الباب واسعًا أمام الفيروسات الموسمية.
واستندت نيوتن إلى دراسة علمية تعرّض خلالها متطوعون لفيروس الزكام، لتكشف النتائج أن الأشخاص الذين ينامون أقل من سبع ساعات ليلاً ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بنزلات البرد إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بمن يحصلون على ثماني ساعات نوم أو أكثر.
ولم تقف المفاجأة عند هذا الحد، إذ أظهرت الدراسة أن النوم المتقطع يرفع خطر الإصابة بالأعراض إلى خمسة أضعاف ونصف، حتى بعد احتساب عوامل مثل العمر، التوتر، الوزن، واستهلاك الكحول.
وتوضح الطبيبة أن الجهاز المناعي يبلغ ذروة نشاطه أثناء النوم، حيث يُنتج الجسم السيتوكينات ويعزز تكوين الخلايا المناعية والأجسام المضادة. وبالمقابل، فإن الحرمان من النوم يعني إضعاف هذه المنظومة الدفاعية، ما يجعل الجسم أكثر هشاشة أمام العدوى.
اللافت أن نيوتن شددت على أن زيادة مدة النوم بنحو 15 إلى 30 دقيقة فقط يوميًا قد تحدث فرقًا ملموسًا في قوة المناعة، داعية إلى اعتماد عادات بسيطة لكنها فعّالة، من بينها:
- الالتزام بموعد نوم ثابت
- تخفيف الإضاءة قبل النوم بساعة
- الحفاظ على غرفة نوم معتدلة البرودة
- إبعاد الهواتف والأجهزة الإلكترونية عن السرير
وأكدت أن فوائد النوم لا تقتصر على الوقاية من الفيروسات، بل تشمل تحسين المزاج، تقوية الذاكرة، وتعزيز الصحة العامة.
وفي سياق صحي متصل، حذّر الطبيب سوراج كوكاديا من النوم على البطن، معتبرًا إياه عامل خطر قد يؤدي إلى التهاب الغضروف الضلعي، نتيجة الضغط المتواصل على الصدر. وأوضح أن هذا الخطر يتفاقم عند الجمع بين وضعيات نوم خاطئة، جلوس غير صحي، وحمل أوزان ثقيلة خلال النهار، واصفًا هذه العوامل بأنها “الوصفة المثالية” لحدوث الالتهابات.
الخلاصة؟
قبل البحث عن الدواء، قد يكون الحل الأقرب هو إطفاء الأنوار… والنوم بعمق.
