يعيش الفلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة حالة من الصدمة والحزن بعد ساعات من الذعر اختبروها يوم السبت، إثر عملية عسكرية إسرائيلية هدفت لتحرير أربعة رهائن، ولكنها أسفرت عن مقتل أكثر من 270 فلسطينياً وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
الأمم المتحدة تضم الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" في قائمة لانتهاكات حقوق الأطفال
مشاهد الرعب والدمار
تصف مهند ثابت، أحد سكان المخيم، العملية العسكرية بأنها كانت "عبارة عن دخان ونار مشتعلة وغبار كثيف غطى المكان". وقال ثابت البالغ من العمر 35 عاماً، "سمعت طلقات نارية، اعتقدت أنه شيء عادي، لكن فجأة بعد دقائق سمعت صوت طائرة حربية وقصف على المنازل في المخيم وبجانب مستشفى العودة والسوق".
ويروي ثابت كيف بدأ الناس يركضون في كل الاتجاهات دون معرفة إلى أين يتجهون، مضيفاً أن القصف كان عنيفاً وشمل محال تجارية، بسطات، ومركبات احترقت من جراء القصف الذي طال الطرق والسوق والمخيم ومحيط المستشفى. تظهر الصور التي التقطتها وكالة فرانس برس شوارع المخيم مغطاة بالغبار وركام المباني.
حادثة مروعة في مركز الحياة البرية: زرافة تنتشل طفلة أثناء رحلة سفاري بالسيارة
شهادات الناجين
محمد موسى، أحد الناجين من الهجوم، كان على سطح أحد المنازل عندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى المخيم. يؤكد موسى، الذي نزح مرات عديدة داخل قطاع غزة قبل أن يصل إلى مخيم النصيرات، "لا أعلم كيف أنا على قيد الحياة الآن". وأضاف موسى أن الصواريخ كانت تتساقط بكثافة، واصفاً القصف المتواصل بأنه كان "متواصلاً وبكثافة".
أما آلاء الخطيب، النازحة في المخيم، فتروي كيف كانت مارة في الشارع متوجهة إلى السوق عندما رأت شاحنة تبريد وسيارة صغيرة بيضاء، ومن ثم سمعت صوت إطلاق نار وضرب على المنازل والشوارع. شعرت الخطيب بالخوف ولم تستطع الرجوع إلى المنزل، مؤكدة أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى المخيم بمركبات فلسطينية خاصة بالمساعدات الإنسانية.
العشر الأوائل من ذي الحجة: أيام شريفة مفضلة في الإسلام
حجم الخسائر
قال محمود العصار، أحد سكان المخيم، إن "القوات الخاصة كانت ترتدي ملابس مثل عناصر حماس والجهاد، ومن بينهم عناصر ملثمون، دخلت على بيوت قرب مستشفى العودة والسوق". وصف العصار ما حصل السبت بأنه "كأنه زلزال". وأكدت وزارة الصحة التابعة لحماس أن عدد قتلى العملية العسكرية في المخيم المكتظ ارتفع إلى "274 شهيداً و698 جريحاً بينهم حالات حرجة".
وأوضح الدكتور مروان أبو ناصر، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة في مخيم النصيرات، أن المستشفى امتلأ بأعداد الشهداء والجرحى ولا يمكن استيعاب هذا العدد الكبير في دقائق معدودة. وأضاف أن المستشفى كان تحت النار ولا يستطيع أي إنسان التحرك خلال العملية العسكرية الإسرائيلية.
تحديات الخلود: بين حلم الأبدية وواقع البشرية
السياق الأوسع
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1194 شخصاً، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. خلال هذا الهجوم، احتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37084 شخصاً في غزة، معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.