أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ضجة كبرى بتصريحاته الأخيرة حول السيطرة على قطاع غزة، حيث اقترح نقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن، وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". لكن وراء هذه الفكرة، يبرز سر مخفي يتعلق بالغاز الطبيعي الذي قد يكون وراء هذه الخطة المثيرة للجدل.
مقالات ذات صلة:
خطة ترامب المثيرة: هل ستصبح غزة جزءًا من أمريكا؟"
ترامب يفجر الجدل: خطة لإعادة إعمار غزة عبر الاستيلاء عليها!
النموذج التونسي: إسرائيل تحاول إبعاد حماس عن غزة... هل تصبح خطة جديدة لحل النزاع؟
الغاز الطبيعي في غزة: الثروات المخبأة
وفقًا لبعض الخبراء، يُعتقد أن اهتمام ترامب بالسيطرة على غزة قد يكون مرتبطًا بشكل وثيق باحتياطيات الغاز الطبيعي الموجودة في الحقل البحري قبالة سواحل غزة. يُقدّر أن هناك نحو تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي تحت مياه البحر في المنطقة، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات فلسطين من الطاقة وربما التصدير لدول أخرى.
وفي الوقت الذي كانت فيه هناك مناقشات مستمرة على مدى عقود لاستغلال هذا الحقل، فإن التطور الأحدث كان في تطوير حقل غزة البحري قبل الهجوم على إسرائيل في أكتوبر 2023، حيث كان هناك تنسيق بين السلطة الفلسطينية ومصر لمتابعة المشروع.
الهدف الحقيقي وراء السيطرة على غزة؟
من وجهة نظر بعض الخبراء، قد تكون خطة ترامب هي في الواقع محاولة للوصول إلى مصادر الغاز الطبيعي في غزة. لكن بعض المحللين أشاروا إلى أن تريليون قدم مكعب من الغاز ليس بالكميات الكبيرة التي قد تبرر هذه الخطط الطموحة، بالنظر إلى استهلاك الولايات المتحدة اليومي من الغاز الطبيعي.
مستقبل غزة: الطاقة والتنمية أم الاستغلال؟
من جهة أخرى، أكدت بريندا شافر، خبيرة الطاقة، أن الغاز الطبيعي في حقل غزة البحري قد يكون له تأثير إيجابي كبير على غزة نفسها. يمكن أن يوفر الحقل الكهرباء للقطاع لمدة تتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر عامًا، ويمكن أن يكون أيضًا مصدرًا إضافيًا للطاقة لمصر. ومع ذلك، تبقى مشكلة التمويل والتطوير هي العائق الأكبر أمام استغلال هذه الثروة.
الرأي العام: جدل بين الاستفادة والاستغلال
رغم الإمكانيات الاقتصادية الهائلة التي قد تطرأ على غزة من استغلال هذا الحقل، لا يخلو هذا الاقتراح من الجدل. وصف البعض خطة ترامب بالـ"أسوأ فكرة"، معتبرين أن محاولاته للسيطرة على الغاز الفلسطيني لن تنجح. بينما رأى آخرون أن تلك التصريحات قد تكون مجرد "تكتيك تفاوض ذكي" لفتح أبواب الحوار مع الأطراف الأخرى المعنية.
إذن، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت خطط ترامب مجرد تفكير استراتيجي يتعلق بالطاقة، أم أنها محاولة لفرض سيطرة سياسية واقتصادية على منطقة غنية بالموارد الطبيعية في ظل الوضع الراهن.
