الصفحة 3 من 3
تحديات محلية ودولية
ينتظر السودان موقف الحركات المسلحة لمعرفة مدى قدرة الجيش على بناء حاضنة سياسية له خلال الفترة المقبلة، إذ أن حركة جيش تحرير السودان (جناح مني أركو مناوي)، وحركة العدل والمساواة اللتين قادتا القوى السياسية المنشقة عن قوى الحرية والتغيير، لم تعلنا عن مواقفهما بوضوح، والحركتان لديهما حضور واسع في دارفور، إلى جانب باقي حركات سلام جوبا باستثناء الحركة الشعبية شمال (جناح مالك عقار) التي أعلنت رفضها لما وصفته بـ”الانقلاب”.
وتبدو فرص نجاح خطوات البرهان متساوية مع قدرته على تثبيت أركان المكوّن العسكري على رأس السلطة، لأن التحركات الخارجية تبرهن على وجود دعم فاعل للقوى المدنية، وإن لم تصل الولايات المتحدة إلى مرحلة فرض العقوبات فالاتصالات التي تقوم بها مع جيران السودان تشي بأنها تضغط باتجاه دفع البرهان إلى التراجع.ينتظر السودان موقف الحركات المسلحة لمعرفة مدى قدرة الجيش على بناء حاضنة سياسية له خلال الفترة المقبلة، إذ أن حركة جيش تحرير السودان (جناح مني أركو مناوي)، وحركة العدل والمساواة اللتين قادتا القوى السياسية المنشقة عن قوى الحرية والتغيير، لم تعلنا عن مواقفهما بوضوح، والحركتان لديهما حضور واسع في دارفور، إلى جانب باقي حركات سلام جوبا باستثناء الحركة الشعبية شمال (جناح مالك عقار) التي أعلنت رفضها لما وصفته بـ”الانقلاب”.
كما أن السودان لن يستطيع التخلي عن الدعم الأممي والدولي، لأنه ليس اقتصاديا وماليا فحسب، بل إن جهود الأمم المتحدة التي تشارك في عملية دعم التحول الديمقراطي تساعد السلطة على مجابهة الانفلاتات المتوقعة في أقاليم الهامش حال اتسع نطاق العصيان المدني ووقع المزيد من العنف والفوضى، وأن النظام الموجود على رأس سدّة الحكم سيكون بحاجة إلى دعم يساعده على تقويض حدّة الانفلات.
وما زالت منظمات المجتمع المدني في السودان تحظى بشعبية في الشارع انعكست في الاستجابة للخروج في مليونية الحادي والعشرين من أكتوبر الماضي، ولديها قدرة على تنظيم التحركات بالتعاون مع تنسيقيات لجان المقاومة التي تمكنت من إخفاء قياداتها البارزين خوفا من اعتقالهم ولعبها دورا مهما في تتريس الشوارع لنجاح العصيان المدني.
ولفت المحلل السياسي عبدالواحد إبراهيم إلى أن قدرة الشعب السوداني على تنظيم الاعتصامات التي تقود إلى إسقاط الأنظمة العسكرية في ثلاث مرات سابقة قادرة على تكرار الأمر هذه المرة، لأن المكون العسكري يفتقر للظهير الشعبي الذي يجعله قادرا على تمرير خطواته بشكل سلس، وقد تكون البلاد معرضة لموجات من العنف لكنها في النهاية ستمهّد للعودة إلى الحكم المدني والوثيقة الدستورية.
وأشار إلى أن الشعب لا يعوّل كثيرا على اتخاذ إجراءات ضاغطة على قوات الجيش، وأن قضايا السودان التي ظلت في أدراج الأمم المتحدة سنوات لم يجر النظر فيها لأنها تتعارض مع مصالح قوى لديها مصلحة في استمرار الحكم العسكري.
وغازل البرهان قوى عربية وإقليمية لديها تخوفات من سيطرة الحركة الإسلامية على الحكم، قائلا “لن يسمح لأي جماعة تحمل فكرا عقائديا من السيطرة على السودان مرة أخرى”، وطمأنها بأن مبادئ الثورة التي أطاحت بنظام عمر البشير ستظل حاضرة.