فقدت السينما التونسية أحد أبرز روادها، في مثل هذا اليوم، 16 أغسطس 2019، نجيب عياد، المنتج والناقد الفني وأستاذ الأدب الفرنسي، الذي كان رمزًا للإبداع والابتكار في المجال الثقافي. وُلد عياد في 13 ديسمبر 1953 في قصر هلال، وظل طوال مسيرته المهنية ملتزمًا بتطوير السينما التونسية والارتقاء بها.
بداية رحلته في عالم السينما كانت كصحفي وناقد أفلام، لينتقل بعدها إلى لعب دور أكثر تأثيرًا كعضو في لجنة الأفلام التونسية التابعة لوزارة الثقافة، حيث أسهم في إنتاج العديد من الأفلام التي تركت بصمتها في تاريخ السينما التونسية. قاد عياد الشركة التونسية للتنمية السينمائية والانتاج منذ عام 1980، وكان له دور بارز في تأسيس لجنة المساعدة على الإنتاج السينمائي.
في عام 1998، أسس نجيب عياد شركة "الضفاف"، التي أنتجت أفلامًا بارزة مثل "أوديسه" و"ملائكة الشيطان" و"مملكة النمل". ولم تقتصر إسهاماته على الإنتاج السينمائي فقط، بل نفذ إنتاج مسلسلات تلفزيونية تركت أثرًا عميقًا في نفوس المشاهدين.
كان نجيب عياد من مؤسسي المهرجان الدولي لفيلم الطفولة والشباب، وشغل عدة مناصب قيادية في مجال السينما، منها رئاسة الجامعة التونسية لنوادي السينما. في سنواته الأخيرة، تولى إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية لعامي 2017 و2018، وكان يعمل على إعداد دورة 2019 حين وافته المنية بشكل مفاجئ إثر سكتة قلبية.
رحيل نجيب عياد ترك فراغًا كبيرًا في المشهد الثقافي التونسي، حيث كان يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في صناعة السينما، ووفاءً للنمط الغنائي التونسي. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة السينما التونسية، وسيبقى مثالًا للإبداع والتفاني في خدمة الفن والثقافة.