أثار الممثل السوري جمال سليمان جدلًا واسعًا بعد إعلان استعداده للترشح لمنصب رئيس الجمهورية في حال توفرت الظروف المناسبة، مثل صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات ديمقراطية. في حوار مع قناة "العربية"، عبّر سليمان عن استعداده لدراسة الترشح إذا لم يجد مرشحًا أكثر كفاءة، معتبرًا ذلك حقًا مشروعًا لكل السوريين.
مقالات ذات صلة:
سلاف فواخرجي تُصرّ على مواقفها السابقة رغم سقوط النظام السوري: "تاريخنا لا يُمحى"
بلينكن: واشنطن عازمة على منع عودة داعش إلى سوريا والحفاظ على وحدة البلد
رؤية جديدة لقيادة سورية؟
سليمان، المعروف بأعماله الفنية وتأثيره الثقافي، أشار إلى رغبته في كسر الحواجز النفسية التي زرعها النظام الحالي، والتي حدّت من تطلعات السوريين للترشح للمناصب القيادية. في تصريحاته، شدد على أن البديل للنظام الحالي ليس بالضرورة أن يكون طرفًا إقصائيًا أو متطرفًا، بل يمكن أن يكون شخصية وسطية تؤمن بالديمقراطية وتحمل خلفية أكاديمية وفنية.
الديمقراطية والاعتراف الدولي
أكد سليمان على ضرورة الاعتراف الدولي بالحكومة القادمة لتأمين الدعم والمساعدات، ما يعكس وعيه بالتحديات الدبلوماسية والاقتصادية التي تواجه أي قيادة جديدة في سورية. كما أعلن عن نيته تنظيم مؤتمر سياسي تحت مظلة الأمم المتحدة في دمشق، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار الوطني وإيجاد حلول سياسية للأزمة المستمرة.
ترشح فنان لمنصب سياسي: خطوة غير مسبوقة؟
تاريخيًا، نادرًا ما انتقل الفنانون إلى مناصب سياسية عليا، خاصة في دول تعاني من أزمات سياسية معقدة. إعلان سليمان يُعدّ خطوة جريئة تفتح النقاش حول مدى تقبل السوريين لفكرة ترشح شخصية ثقافية وفنية لموقع رئاسة الجمهورية.
هل ستلقى مبادرة سليمان الدعم؟
يبقى السؤال حول مدى دعم السوريين والمجتمع الدولي لمبادرة سليمان. في حين أن ترشحه يحمل رمزية أمل بتغيير سلمي، إلا أن التحديات المرتبطة بإعادة بناء البلاد وإعادة ثقة الشعب قد تكون عقبة أمام تحقيق هذا الطموح.
في النهاية، يمثل إعلان جمال سليمان خطوة غير تقليدية في السياسة السورية، حيث يطرح رؤية تعتمد على الديمقراطية والاعتدال. لكن تحقيق هذه الرؤية يتطلب جهودًا كبيرة، ليس فقط في كسب دعم السوريين، بل أيضًا في مواجهة نظام سياسي راسخ ومجتمع دولي حذر. فهل تكون هذه الخطوة بداية لتحول سياسي جديد في سورية؟