في إطار فعاليات الدورة الرابعة والعشرون من أيام قرطاج المسرحية، قدم المخرج ماهر صليبي عمله المسرحي المميز بعنوان "ترحال - أرواح مهاجرة"، الذي يسلط الضوء على ألم وتحديات الهجرة والحب الذي يتحدى الظروف القاسية.
العمل المسرحي يروي قصة حب مؤثرة جمعت بين شاب وشابة من سوريا، حيث استمرت علاقتهما عبر الحدود والمسافات بعد هجرة الشاب إلى أوروبا لتحقيق أحلامه الفنية. لكن مأساة الهجرة تأتي بثمن باهظ، حيث يلقى الشاب مصرعه هناك قبل أن تلتحق حبيبته به للعيش معه.
المخرج ماهر صليبي اعتمد في العرض على مجموعة من التقنيات المسرحية، جمعت بين التمثيل القوي والتعبيرات الكوريغرافية. الحركات الراقصة أضفت عمقًا للأحداث، حيث أصبحت مرآة تعكس الصراعات النفسية والمشاعر المتداخلة من الحيرة والغضب والألم والاضطراب. هذه الحركات الكوريغرافية أضفت لمسة فنية رائعة وكسرت روتين العرض، معبرة عن الواقع النفسي والعاطفي للشخصيات المحورية.
تسلط المسرحية الضوء على تحديات الهجرة وألم الفراق، حيث يعيش الشخصيات الرئيسية حالات نفسية صعبة ويعبرون عن مشاعر الحيرة والألم والغضب. من خلال رؤية المخرج، يُبرز العرض قيمة الحياة وأهمية الحب كحق إنساني، ويدعو إلى العيش بحرية وسلام في بيئة خالية من الظلم والعنف والإقصاء.
"ترحال - أرواح مهاجرة" تعتبر إسهامًا مميزًا في عالم المسرح، حيث تقدم رؤية فنية تعكس الواقع الإنساني وتلامس قلوب الجمهور، محاولة فنية لفهم تحديات الهجرة والتأقلم مع الظروف الصعبة، وتسليط الضوء على قوة الروح في مواجهة التحديات القاسية.