بقلم طه ساسي
تابعت الثلاثاء 27 فيفري مع مجموعة كبيرة من نجوم الفن والثقافة والإعلام فيلم اولاد الحي في دبي بسينما الكوليزي وكانت فرصة للإطلاع على عمل جديد من انتاج الشاب الطموح مجدي الحسيني.
الفيلم من النوع الكوميدي صورت احداثه بين تونس وديي الفكرة طريقة زادها حضور الفنان جعفر القاسمي نكهة مميزة بإطلالة في بدايته شدت جمهور القاعة للمنتوج وأضفت عليه طرافة أسعدت الحاضرين في ضل الضغط اليومي الذي يعانيه المواطن التونسي والعربي عموما.
تتلخص الاحداث في تجربة لشابين لم يجدا حظهما في عيش افضل ليعيشوا حلم الهجرة لمدينة مبهرة هي دبي حيث يندهشان مما بلغه التطور العمراني والاقتصادي الضخم وهناك يشتغلان في مطعم سياحي بطريقة غريبة جمعت مزيجا من يومياتهم التونسية ومستوى العيش في دبي هذه الازدواجية سمحت للممثل الموهوب جدا طارق بعلوش بإظهار طاقاته الكوميدية في عودة للشاشة في ثنائية متناغمة مع صابر سيزار الذي عرفه الجمهور من خلال تجربته القيمة ومحتوياته في وسائل التواصل الاجتماعي.
بهذا العمل الجديد في صنف الكوميديا يدخل مبدعونا في سلسلة من الانتاجات تكون استفاقة نوعية للسينما التونسية ويقطعون مع ما تعود عليه الجمهور من أعمال كادت تخلق قطيعة بين الفن السابع وجمهوره لما عرف به البعض من سعي للعب على وتر الاثارة أو الممنوع والمسكوت عنه ولو ان فيها ما يناقش من حيث القيمة الفنية والطرح والتصور.
اولاد الحي في دبي على الرغم من بعض النقائص التي انتظر النقاد المختصين لتاكيدها هو عمل عائلي في محتواه وفي فريقه وقد نجح مجدي واحمد الاندلسي ومن معهم في خلق جو من التوافق للتنافس مع أعمال اخرى ظهرت اخيرا.
ليس لنا إلا ان نثمن ما يقوم به المنتج مجدي الحسيني وفريقه خصوصا وانه لم يتلق اي دعم كالعادة من اي جهة رسمية كانت اوخاصة بإستثناء ابناء بلاده كالممثلة هدى صلاح النجمة التونسية المقيمة بالخليج.
وكان لظهور الممثلة القديرة لطيفة القفصي وقع على ايقاع الفيلم لما تتميز به من تجربة وكاريزما ، ويبقى للمشاهد حق التقييم من زاويته وإن كان من واجبه ايضا تشجيع منتوج بلاده ودعم مبدعيها حتى تتقدم السينما التونسية وتنافس غيرها عربيا ولما لا عالميا.
ادعو قارئ هذا المقال البسيط لحجز تذكرته في قاعات العرض وحتما لن يندم فنحن نحتاج ضحكة من القلب لنحب الحياة على ضغطها المرير.