في عالم الفن التشكيلي، تتحقق العديد من المعجزات عبر مزج الألوان والخطوط والأشكال العصامية، إنها لغة تخاطب العقول والقلوب، وتروي قصصًا لا تعد ولا تحصى، وفي تونس وجدت هذه العصامية صوتا موحدا ومنبرا للتعبير الفني في شكل الجمعية التونسية لعصاميي الفن التشكيلي (ATAP).
وقد أسست في جانفي 2024 على يد ست فنانات عصاميات تشكيليات، يجمعهن الحب والشغف للفن التشكيلي، رغم اختلاف اختصاصاتهن المهنية والعلمية، وتتألف فرقة المؤسسات من لطيفة محمد الجلاصي، التي تشغل منصب الرئيسة، وعلياء الخليفي بصفتها نائبة الرئيسة، كما تشغل مريم قلال منصب الكاتبة العامة، ونائلة الزيادي منصب أمينة المال، وتكفل نرجس مراد دالي بالعلاقات الاتصال، بينما تعمل سعاد عمار كعضوة في الهيئة المديرة.
هذا تمثل كذلك وحدة معنوية للفنانين العصاميين، حيث يجدون فيها المكانة والتشجيع الذي يحتاجونه لتطوير مواهبهم وقدراتهم الإبداعية، اذ انها تسعى إلى توفير المناخ المناسب للتبادل الفني والتعاون بين الفنانين العصاميين، وتدعمهم خلال مسيرتهم الفنية، كما تعمل على تثمين أعمالهم الفنية العصامية وإبراز قيمتها المستحقة، وتسعى أيضًا إلى تعزيز مكانة الفنان التشكيلي العصامي وإدماجه في الساحة الثقافية.
تتمحور مهام ATAP حول ثلاثة قيم أساسية: الموهبة الفنية التشكيلية، وحرية التعبير الفني، والخلق والابتكار الفني. تعمل الجمعية على تنظيم تظاهرات فنية وورش عمل تطبيقية، وتقديم التسهيلات اللازمة للفنانين العصاميين أثناء تنظيم معارضهم، كما تربط الفن التشكيلي ببقية الأنشطة الثقافية، وتنظم لقاءات ادبية تحمل العنصر التشكيلي، وتهتم الجمعية أيضا بدعم الوعي ببعض الأمراض والمشاكل الاجتماعية من خلال الفن التشكيلي، وتشجع المنخرطين على اختيار التكوين المناسب لتطوير قدراتهم الفنية.
كما انها تمثل رؤية نزار قباني الشاعر العربي الراحل، الذي كان يعتبر الفن التشكيلي وسيلة قوية للتعبير والتأمل. تتجلى معاني القوة والدقة والثراء في عمل الجمعية، حيث تسعى إلى خلق مجتمع فني مترابط ومتعاون، يتمتع بحرية التعبير والتجسيد الفني، فهي تثق في قدرة الفن التشكيلي على تغيير الحياة وتحسينها، وتسعى جاهدة لنشر ثقافة أن الفن التشكيلي في متناول الجميع.
من خلال هذه الجمعية، يجتمع الفنانون العصاميون ويتقاسمون رؤاهم وأفكارهم، ويقومون بتطوير أنفسهم وإلهام بعضهم البعض، فهي تعد منصة حيث يمكن للعقول الفنية أن تتبادل الخبرات والأفكار وتعزز التواصل الفني، تمتزج فيها العاطفة والموهبة والإبداع، لتخلق مجتمعا فنيا قويا ومتنوعا.
باختصار، فإن ATAP تمثل تجسيدًا للروح العصامية والفن التشكيلي في تونس، إنها منبر للتعبير والتواصل والتعاون، وتسعى جاهدة لإبراز جمال الفن التشكيلي وقيمته الفنية، و من خلال تنظيم التظاهرات الفنية والورش العمل واللقاءات الادبية، تسهم في تطوير وتعزيز المشهد الفني التشكيلي في تونس وتساهم في بناء مجتمع فني مترابط ومزدهر.
ايمان مزريقي