اختر لغتك

مسرحيتا "العنف إلى أين؟" و"غزة الصامدة": التربية الفنية كأداة لصقل الوعي وتطوير الناشئة

مسرحيتا "العنف إلى أين؟" و"غزة الصامدة": التربية الفنية كأداة لصقل الوعي وتطوير الناشئة

مسرحيتا "العنف إلى أين؟" و"غزة الصامدة": التربية الفنية كأداة لصقل الوعي وتطوير الناشئة

في ظل التحديات الاجتماعية والوطنية التي تواجه الأجيال الصاعدة، برزت مدرسة الكرامة سليمان كمركز للإبداع الفني والتربوي من خلال تقديم مسرحيتين متميزتين. بإشراف المربي القدير سليم السبيعي، جاءت هاتان المسرحيتان لتطرحا قضايا حساسة تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي، وتؤكد على أهمية الفنون كوسيلة تربوية مؤثرة في تنشئة الأطفال وتطويرهم فكريًا ونفسيًا.

مقالات ذات صلة:

رحلة الإبداع مع سليم السبيعي: بناء جسور الفن والتعلم لأجيال المستقبل

عرض مسرحية "اسمعني وتبعني" يحظى بإشادة واسعة في قاعة الافراح بسليمان

"اسمعني وتبعني": مسرحية تجذب الأنظار في عرضها الأول بدار الثقافة سليمان

العنف إلى أين؟: الفن في مواجهة العنف المدرسي

 

مسرحية "العنف إلى أين؟" التي مثّل فيها تلاميذ من المدرسة مثل غرام جطلاوي، يقين بن حضرية، مرام النصايبي، مؤمن برهومي، أنس بوعجينة، وأسيل شرادي، جاءت لتتناول إحدى الظواهر الملحة في المجتمع وهي تفشي العنف في الفضاء المدرسي. تحت إشراف وإخراج الأستاذ سليم السبيعي، تم تسليط الضوء على جذور هذه الظاهرة، من خلال سيناريو يحمل عمقًا اجتماعيًا، يربط بين العنف المدرسي والعوامل النفسية والاجتماعية التي تغذيه.

السبيعي، بفضل خبرته التربوية والفنية، لم يكتفِ بعرض المشكلة فحسب، بل قدم رؤية شاملة للحلول، حيث اعتمد على الفن المسرحي كأداة فعّالة لإيصال الرسائل التربوية وتعزيز قيم الحوار والتفاهم. المسرحية لا تعالج العنف فقط كظاهرة، بل كفرصة لإعادة صياغة العلاقة بين الطفل والمجتمع، مشددة على دور المدرسة كمكان للتوجيه والإرشاد النفسي، وليس فقط للتعليم الأكاديمي.

غزة الصامدة: الفنون كصوت للمقاومة

في مسرحية "غزة الصامدة"، التي شارك فيها تلاميذ السنة الرابعة، مثل يوسف التليلي، عمر قسومة، هبة الحاج نصر، محمد الهادي بوخشيم، ويقين دباشي، قدّم سليم السبيعي عملًا يجمع بين الفن والوعي السياسي، ليبرز من خلاله قضية المقاومة الفلسطينية. المسرحية كانت أكثر من مجرد عرض، بل منصة لربط الناشئة بقضايا أمتهم، حيث تناولت موضوع الصمود الفلسطيني في غزة وطوفان الأقصى.

من خلال هذه المسرحية، استطاع السبيعي أن يزرع في نفوس الأطفال روح الانتماء والمسؤولية تجاه القضايا الوطنية. استخدم المسرح كأداة لتعزيز الوعي التاريخي والسياسي لدى الأطفال، مما يمكّنهم من فهم أعمق لما يحدث في العالم من حولهم. المسرحية ليست فقط عملًا فنيًا بل رسالة قوية، تعزز روح المقاومة والفخر بالهوية.

دور سليم السبيعي في التربية الفنية وتطوير الناشئة

سليم السبيعي ليس مجرد مخرج مسرحي، بل مربي يحمل رؤية عميقة حول أهمية الفنون في تشكيل شخصيات الأطفال وتوجيههم نحو التفكير النقدي والإبداعي. يولي السبيعي اهتمامًا خاصًا بتطوير قدرات الأطفال الفنية، ليس فقط كوسيلة للتعبير، بل كأداة لبناء شخصيات قوية ومتوازنة قادرة على مواجهة التحديات.

من خلال إشراك الأطفال في أعمال فنية تعكس واقعهم الاجتماعي والسياسي، يسعى السبيعي إلى تعزيز الثقة بالنفس، وتحفيز قدراتهم على التفكير المستقل واتخاذ القرارات. كما أنه يعزز من دور المدرسة كمؤسسة تربوية شاملة، تقدم التعليم الأكاديمي والفني جنبًا إلى جنب، مما يسهم في بناء جيل مثقف وواعٍ.

الفنون والمسرح: أدوات لإحداث تغيير في سن مبكرة

المسرحيات التي قدمتها مدرسة الكرامة ليست مجرد عروض ترفيهية، بل هي أدوات تربوية متكاملة، تسهم في تنمية التفكير النقدي والتعبير عن الذات. الفنون، وخاصة المسرح، تلعب دورًا حيويًا في تكوين الأطفال على المستويات النفسية والاجتماعية، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتفاعل مع محيطهم.

مساهمات سليم السبيعي لا تقتصر على الإنتاج الفني فحسب، بل تتعداها لتشمل رؤية تربوية شاملة تهدف إلى تكوين أجيال تحمل الوعي والإبداع، وتساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتماسكًا. في عصر يشهد تحديات متعددة، يبقى دور الفنون في تنمية الأطفال ضرورة لا غنى عنها، وسليم السبيعي مثال حي على كيف يمكن للفنون أن تكون جزءًا أساسيًا من التربية والتعليم.

آخر الأخبار

تحقيق: دروس التدارك خارج أسوار المؤسسة التربوية: ضرورة أم فوضى؟

تحقيق: دروس التدارك خارج أسوار المؤسسة التربوية: ضرورة أم فوضى؟

المنقطعين عن الدراسة أمام المعاهد: ماذا عن التلاميذ الذين يفضلون المقاهي؟

المنقطعين عن الدراسة أمام المعاهد: ماذا عن التلاميذ الذين يفضلون المقاهي؟

تدريس مادة المسرح في المدارس الإعدادية في تونس: ضرورة تربوية أم ترفيه عابر؟

تدريس مادة المسرح في المدارس الإعدادية في تونس: ضرورة تربوية أم ترفيه عابر؟

نوبات الهلع: حين يتحول الخوف إلى تهديد قاتل للجسم

نوبات الهلع: حين يتحول الخوف إلى تهديد قاتل للجسم

كينيث سيماكولا يقود أوغندا إلى كأس أمم إفريقيا: تألق لافت يجعله ورقة رابحة للنادي الإفريقي

كينيث سيماكولا يقود أوغندا إلى كأس أمم إفريقيا: تألق لافت يجعله ورقة رابحة للنادي الإفريقي

Please publish modules in offcanvas position.