اختر لغتك

التربية التشكيلية كوسيلة علاجية لمواجهة صعوبات الكتابة

التربية التشكيلية كوسيلة علاجية لمواجهة صعوبات الكتابة

التربية التشكيلية كوسيلة علاجية لمواجهة صعوبات الكتابة

في ظل التحديات التعليمية المعاصرة، تبرز الحاجة إلى ابتكار طرق وأساليب جديدة لمواجهة صعوبات التعلم، وخاصة صعوبات الكتابة التي تعتبر عائقا جوهريا في حياة العديد من التلاميذ، وفي هذا السياق، أصدرت الكاتبة والفنانة التشكيلية لطيفة محمد الجلاصي كتابها الجديد بعنوان "التربية التشكيلية في مواجهة صعوبة الكتابة"، الذي يقدم طرحا جديدا ويكشف عن مدى إمكانية أن تكون التربية التشكيلية وسيلة فعالة في معالجة صعوبات الكتابة.

مقالات ذات صلة:

نصائح ذهبيّة للوالدين.. تطبيق أسلوب التربية بالثواب والعقاب بذكاء

التربية البدنية تحت القصف: كيف تحوّلت ساحات المدارس إلى مناطق خطر؟

مسرحيتا "العنف إلى أين؟" و"غزة الصامدة": التربية الفنية كأداة لصقل الوعي وتطوير الناشئة

يتناول الكتاب ثلاثة أجزاء رئيسية، تسلط الضوء على موضوع صعوبات التعلم والكتابة بشكل علمي وعملي:

اولا، جزء تمهيدي: تقدم فيه الكاتبة تعريفا لصعوبات التعلم عامة، وتستعرض لمحة تاريخية حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى إجراء مقارنات مع مفاهيم مشابهة، ما يتيح للقارئ فهما شاملا للأسباب والخلفيات العلمية لصعوبات الكتابة.

ثانيا، الجزء الأول: في هذا القسم، تقدم الكاتبة تعريفا لصعوبات الكتابة، وتسلط الضوء على مجالاتها وأشكالها، وتشرح المظاهر السلوكية للأطفال الذين يعانون من صعوبات الكتابة، بالإضافة إلى تحليل العوامل التي تؤدي إلى ظهور هذه الصعوبات.

ثالثا، الجزء الثاني: تركز الكاتبة هنا على التربية التشكيلية ومفاهيمها الأساسية، حيث توضح مكوناتها الأساسية بدءا من السنة التحضيرية إلى السنة السادسة، مع تقديم المصطلحات التشكيلية بشكل واضح، كما توضح العلاقة بين التربية التشكيلية والكتابة، وكيف يمكن لهذه العلاقة أن تسهم في تحسين مهارات الكتابة عند الأطفال.

هذا وتطرح الكاتبة رؤيتها حول كيفية استخدام التربية التشكيلية كأداة تربوية لعلاج صعوبات الكتابة، فهي تعتبر أن الكتابة ليست مجرد نشاط بسيط، بل هي عملية عقلية معقدة تتطلب تدريبا ذهنيا وقدرات فكرية ناضجة، وتستعرض تجربتها كمعلمة مدارس ابتدائية وفنانة تشكيلية، حيث تلاحظ تداخلا وترابطا بين مادتي التربية التشكيلية والكتابة.

ومن خلال ملاحظاتها الميدانية، ترى المؤلفة أن التربية التشكيلية تسهم في تنمية مهارات الكتابة لدى التلاميذ، وذلك عبر تطوير التنسيق بين العين واليد، وتعزيز القدرة على التركيز والانتباه، بالإضافة إلى التعبير عن الأفكار بطريقة إبداعية، فالتربية التشكيلية توفر للأطفال وسيلة للتعبير تتجاوز الكلمات، مما يساعدهم على بناء علاقة إيجابية مع الكتابة وتحقيق تطور تدريجي في هذا المجال.

ولم يغفل الكتاب عن الجانب النفسي، حيث تمت مراجعة هذا الجزء من قبل الأخصائية في علم النفس التربوي، السيدة هدى الهلالي، وتوضح المؤلفة أن التربية التشكيلية ليست مجرد مهارة فنية، بل هي أيضا وسيلة علاجية تخفف من الضغوط النفسية وتساعد الأطفال على الاسترخاء والاندماج في عملية التعلم، من هنا، يمكن لهذه الوسيلة أن تساهم في الحد من التوتر المرتبط بعملية الكتابة، وتسهل على التلاميذ التعبير عن أفكارهم بثقة وراحة أكبر.

ختاما، يعد كتاب "التربية التشكيلية في مواجهة صعوبة الكتابة" دعوة حقيقية لإعادة النظر في الطرق التقليدية لتعليم الكتابة، ولفتح المجال أمام الفنون التشكيلية كوسيلة تربوية علاجية تساهم في تنمية المهارات الكتابية لدى الأطفال،اذ إن التجربة الميدانية للكاتبة لطيفة محمد الجلاصي وإسهامها الفعلي في تطوير هذا المجال، يجعل من هذا الكتاب مرجعا مهما للمعلمين والأخصائيين في التربية وعلم النفس، بل ولكل من يهتم بتطوير العملية التعليمية في المجتمعات العربية.

آخر الأخبار

السينما التونسية تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024

السينما التونسية تتألق في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2024

المنتدى السادس والعشرين لحقائق: السياحة في  المتوسط محور جدل أهل المهنة في الحمامات 

المنتدى السادس والعشرين لحقائق: السياحة في  المتوسط محور جدل أهل المهنة في الحمامات 

نابولي: الأطفال بين السلاح والعنف.. أزمة تهدد جيلًا كاملًا

نابولي: الأطفال بين السلاح والعنف.. أزمة تهدد جيلًا كاملًا

إصابة 10 عاملات في حادث مرور بالكاف

إصابة 10 عاملات في حادث مرور بالكاف

هند صبري: النجاح الحقيقي لا يُصنع بالسوشيال ميديا

هند صبري: النجاح الحقيقي لا يُصنع بالسوشيال ميديا

Please publish modules in offcanvas position.