شهد منتدى "ليانغتشو" الدولي للشعر الصيني العربي، الذي انعقد في العاصمة الصينية بكين من 24 إلى 30 نوفمبر 2024، حضورًا استثنائيًا للشعر التونسي من خلال الشاعر منير الوسلاتي، الذي مثّل تونس ببراعة في هذه التظاهرة الثقافية العالمية. المنتدى، الذي نظمته وزارة الثقافة الصينية وبدعم حكومي، استضاف أكثر من 100 شاعر وكاتب من 50 دولة، ليصبح ملتقى للحوار الثقافي والشعري بين الشرق والغرب.
مقالات ذات صلة:
الشاعر منذر العيني: نشاط ادبي وشعري غزير
حريق ضخم يندلع في غابة شعراء بعين دراهم وصعوبة التضاريس تعرقل جهود الإطفاء
منبر عالمي للشعر التونسي
في يوم 29 نوفمبر، اعتلى منير الوسلاتي منصة القراءات الشعرية بالقصر الإمبراطوري في المدينة المحرمة ببكين، مرتديًا شالًا فلسطينيًا يعكس عمق انتمائه للقضايا العادلة. قدم الوسلاتي قصائد عكست تفرّد الروح التونسية، في حضور جماهيري وإعلامي كبير، وكوكبة من السفراء العرب.
ندوات وقراءات: تفاعل شعري متعدد الأبعاد
إلى جانب القراءات الشعرية، أُقيمت ندوة أدبية بإشراف اتحاد كتاب الصين، ناقشت سبل تعزيز التعاون الأدبي بين الصين والعالم العربي. شارك الوسلاتي في هذه الندوة إلى جانب شعراء من المغرب والعراق والأردن، حيث شدد على أهمية التبادل الثقافي العادل وأكد أن الثقافات التي تبني حضورها على أسس الهيمنة مصيرها الفشل. كما أشار إلى موقع تونس الجغرافي والثقافي كجسر حضاري بين الشمال والجنوب.
تجربة ثقافية وسياحية فريدة
أثناء المنتدى، نظمت للضيوف زيارات ثقافية إلى معالم بارزة مثل القصر الإمبراطوري الوطني، حيث تعرّفوا على تاريخ معماري يمتد لـ700 عام، وإلى مدينة ليانغتشو الغابية، التي وصفها الوسلاتي بأنها "قطعة من الجنة"، مشبهًا إياها بمدينة طبرقة التونسية. أظهر الجانب الصيني اهتمامًا استثنائيًا بنشر ثقافته عبر تقنيات مبتكرة، مثل الترجمة اللاسلكية الفورية والتفاعل مع الزوار من مختلف أنحاء العالم.
الختام والتطلعات المستقبلية
اختتم المنتدى في رحاب جامعة الدراسات الدولية ببكين، حيث تم توقيع اتفاقيات تعاون ثقافي بين الصين وبلدان ناطقة بالإسبانية، مع تجديد الالتزام بتعزيز خطة "طريق الحرير" مع العالم العربي. وقد أثبت الشعر التونسي حضوره الراقي كجزء من هذا الحوار الثقافي المتواصل.
رسالة تونسية من بكين إلى العالم
من خلال مشاركته في هذا المنتدى، أكد الشاعر منير الوسلاتي أن تونس ليست فقط جسراً بين الثقافات، بل هي مصدر إلهام يثري المشهد الأدبي العالمي، محققًا رؤية قوامها التسامح، المساواة، والتنوع الثقافي كقوة دافعة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.