رغم إنتاجاته الفكرية والأدبية الهامة، ورغم مسيرته الحافلة بالمبادرات في الكثير من المنظّمات العريقة، ورغم تواجده في الساحة منذ أكثر من أربعة عقود، ورغم بعثه لعدد من وسائل الإعلام ومساهمته في بعث الكثير منها، إلاّ أنّه مازال يرفض الظهور الإعلامي ومازال يمارس تواضعه الذي عرف به منذ صغره، بل ويقول دائما إنّه مازال يتعلّم وإنّه لم يصل بعد إلى ميناء المعرفة وإنّه لا يمتلك الحكمة كاملة وإنّه لا يعطى الدّروس، فهو يعمل ليلا نهارا ويعدّ لإصدار بعض الكتب، وعندما تجالسه تستمتع بخفّة روحه وبمدى جدّيّته وتستفيد منه لدرجة أنّك تتنازل له عن حقّك في الكلام كي تستمع له، فهو كنز معلومات وتواريخ عواصم وجغرافيا لا تحدّها ضفتان، وهو الوفيّ أيضا لقيم الود والإخاء والتضامن، وهو صاحب كرم حاتمي، لا يبخل إطلاقا ولا يمّل الكرم...