في ظل التحديات الاقتصادية التي تعيشها تونس، يتصدر ارتفاع تكاليف المعيشة المشهد اليومي للعائلة التونسية. مع تصاعد الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، يجد المواطن نفسه أمام معادلة صعبة: تأمين احتياجاته الأساسية في ظل أعباء مالية متزايدة وضغط جبائي لا يرحم.
مقالات ذات صلة:
تقرير: كلفة قفة العائلة التونسية خلال شهر رمضان
دراسة تكشف عن تأثير حجم العائلة على صحة المراهقين العقلية
صاحبك راجل: فيلم تونسي يُعيد العائلة إلى قاعات السينما
واقع تكلفة المعيشة في تونس
كشف الخبير الجبائي وعضو المجلس الوطني للجباية، محمد صالح العياري، أن العائلة التونسية تحتاج إلى 3 آلاف دينار شهريًا، أي ما يعادل 36 ألف دينار سنويًا، لتلبية احتياجاتها الضرورية فقط. هذا الرقم يُظهر حجم الضغوط الاقتصادية على الأسر، في وقت تتفاقم فيه أزمات التضخم وضعف المداخيل.
تراجع الضغط الجبائي: إشارات متناقضة
أكد العياري في تصريحاته أن الضغط الجبائي تراجع إلى حوالي 24.8% هذه السنة، وهو مستوى يُعتبر الأدنى مقارنة بالسنوات الماضية. لكنه أشار إلى أن هذا التراجع "يرتبط أساسًا بالناتج الداخلي الخام"، مما يعني أن تأثيره الإيجابي لم ينعكس بوضوح على المواطن.
العفو الجبائي: فرصة ضائعة أم إنجاز؟
وحول العفو الجبائي، قال العياري إنه استمر لمدة سنتين متتاليتين (2022 و2023)، وهي سابقة في تاريخ تونس. وبيّن أن مداخيل العفو الجبائي بلغت 1200 مليون دينار سنة 2022. ورغم هذا الإنجاز، يظل التساؤل قائمًا حول استدامة هذه العائدات ومدى استفادة المواطن منها.
الأعباء اليومية: معركة المواطن المستمرة
- تكاليف الغذاء: الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية الأساسية جعل من توفير قوت اليوم تحديًا حقيقيًا للعائلات.
- الإيجار والطاقة: ارتفاع تكاليف السكن والكهرباء والغاز يزيد من حدة الأعباء الشهرية.
- التعليم والصحة: ما كان يُعتبر خدمات أساسية أصبح يُثقل كاهل العائلة التونسية.
مستقبل الحلول الاقتصادية
في مواجهة هذه الأزمة، تبرز الحاجة إلى:
- إصلاح هيكلي شامل: تقليل الضغط الجبائي على الطبقة الوسطى وزيادة الكفاءة في توزيع الموارد.
- دعم القدرة الشرائية: من خلال سياسات فعّالة توازن بين دعم الأسعار وزيادة الدخل.
- تعزيز الشفافية: فيما يتعلق بآليات صرف مداخيل الدولة، بما فيها عائدات العفو الجبائي.
يبقى المشهد الاقتصادي في تونس غامضًا، لكن ما هو واضح أن العائلة التونسية تعيش اختبارًا صعبًا. بين أعباء المعيشة وضغوط الضرائب، تتطلع الأسر إلى سياسات اقتصادية جريئة قادرة على إعادة الأمل والاستقرار.