تتمتع تفاحة آدم بشهرة واسعة وقد تثير فضول الكثيرين، ولكن ما هي بالضبط؟ وما هو الدور الذي تلعبه في تطور الصوت لدى البشر؟ في هذا المقال، سنستكشف تفاحة آدم ونلقي الضوء على بعض الحقائق المثيرة حولها.
تفاحة آدم هي النمو المرئي الذي يحدث في مقدمة العنق، ويعرف هذا النمو في اللغة الطبية باسم البروز الحنجري للغضروف الدرقي. إنه نسيج قاسٍ ومرن يشكل صندوق الصوت لدى البشر، ويعتبر واحدًا من الهياكل نصف الصلبة في العنق. يلتقي فيه نصفا الغضروف الدرقي في منتصف العنق، ويشبه شكله تفاحة.
تُعتقد أن لتفاحة آدم دورًا في نضج الصوت عندما تصبح ملحوظة، إذ تساهم في خفض الصوت بضع درجات عن أعلى طبقة له في الطفولة. قد يفسر هذا الأمر تواجد أصوات أخفض لدى الأشخاص الذين يملكون تفاحة آدم كبيرة بالمقارنة مع أولئك الذين يملكون تفاحة آدم صغيرة أو غير مرئية.
وفقًا لما كشفه موقع "Life Science"، توجد تفاحة آدم في الغضروف العظمي المحيط بالحنجرة، وتعرف أيضًا باسم "بروز الحنجرة". حصلت على هذا الاسم بسبب تشابه شكلها مع تفاحة حقيقية.
في مرحلة الطفولة، يكون حجم غضروف الغدة الدرقية متشابهًا بين الإناث والذكور. ومع ذلك، يحدث تغير في حجم تفاحة آدم لدى الذكور بشكل ملحوظ عند سن البلوغ، وذلك بسبب زيادة مستويات هرمون التستوستيرون لديهم. يتغير صوت الأولاد مع هذا التطور ويصبح أعمق.
تمتاز الرجال بصناديق صوت أكبر حجمًا، وبالتالي تصبح تفاحة آدم أكثر بروزًا لديهم. وتسهم هذه العوامل في قدرتهم على إصدار أصوات أعمق.
تعمل تفاحة آدم أيضًا على حماية الجدران والجزء الأمامي من الحنجرة، بما في ذلك الأحبال الصوتية التي تقع خلفها مباشرة. ومن بين وظائفها الأخرى، تساهم في تعميق الصوت.
قد يظن الكثيرون أن تفاحة آدم غير موجودة لدى النساء، ولكن هذا ليس صحيحًا تمامًا. فإذا مالت المرأة رأسها إلى الخلف، ستلاحظ ارتفاعًا بسيطًا في رقبتها. هذا الارتفاع هو تفاحة آدم، ولكنها تكون صغيرة الحجم لذا فهي لا تكون مرئية كما هو الحال لدى الرجال.
يعود سبب عدم رؤية تفاحة آدم لدى النساء، كما هو الحال لدى الرجال، إلى طول وضخامة الحبال الصوتية للرجال. فالحبال الصوتية للرجال أطول وأكبر حجمًا، مما يجعل هذا البروز ملحوظًا في الرقبة. أما لدى النساء، فتكون الحبال الصوتية أقصر، وتكون الزاوية بين الغضروفين منفرجة وليست حادة مثل الرجال. وتغطيها طبقة دهنية عند النساء.
على الرغم من أن تفاحة آدم تثير الكثير من الاهتمام والتساؤلات، إلا أنها لا تلعب دورًا أساسيًا في قدرة الإنسان على إصدار الأصوات. فالقدرة على التحدث والتواصل الفعال تعتمد على العوامل المتعددة، بما في ذلك تشكيل الفم والأحبال الصوتية وقوة العضلات المشاركة في إنتاج الصوت.
في الختام، تفاحة آدم هي هيكل مرئي يتطور في مقدمة العنق ويساهم في تطور الصوت، خاصةً عند الذكور. وعلى الرغم من الاختلافات بين الجنسين، فإن القدرة على الإصدار الصوتي تعتمد على عوامل متعددة وليست مقتصرة على تفاحة آدم وحدها.