طور العلماء علاجًا مبتكرًا يُعرف بـ "الإنسولين الذكي"، وهو علاج ثوري قد يُحدث نقلة نوعية في علاج مرض السكري من النوع الأول، وفقًا لصحيفة "الغارديان".
ابتكار علمي واعد
الإنسولين الذكي هو نوع جديد من الإنسولين الذي يستجيب لمستويات السكر المتغيرة في الدم فقط عند الحاجة. هذا العلاج يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى الحقن المتكررة التي تتطلبها العلاجات الحالية، والتي قد تصل إلى 10 مرات يوميًا. في الوقت الحالي، يواجه المرضى تحديات كبيرة في إدارة مستويات السكر، مما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية جسدية وعقلية بسبب التقلبات المستمرة في مستويات السكر.
كيف يعمل الإنسولين الذكي؟
بخلاف الأدوية الحالية التي تعمل على تثبيت مستويات السكر عند دخولها الجسم، يعمل الإنسولين الذكي بشكل مختلف. فهو يبقى غير نشط في الجسم حتى تزداد مستويات السكر، ثم ينشط فورًا ويصبح غير فعال عندما تنخفض مستويات السكر إلى ما دون الحد المطلوب. هذه القدرة على الاستجابة وفقًا للحاجة الفعلية تساعد في تقليل مخاطر الارتفاع أو الانخفاض الحاد في مستويات السكر.
دعم مالي ودعم بحثي
تلقى العلماء القائمون على تطوير هذا العلاج دعمًا ماليًا كبيرًا من "تحدي السكري من النوع الأول"، وهي شراكة بين "جمعية السكري البريطانية" و"جمعية جودي آر أف" و"مؤسسة ستيف مورغان"، التي استثمرت 50 مليون جنيه إسترليني في الأبحاث المتقدمة. كما تم تخصيص حوالي 3 ملايين جنيه إسترليني لستة مشاريع بحثية تهدف إلى تطوير أنواع مختلفة من الإنسولين الذكي.
المشاريع البحثية
اختبار الإنسولين المستجيب للغلوكوز: تركز أربعة من المشاريع على اختبار أنواع مختلفة من الإنسولين الذكي.
الإنسولين سريع المفعول: طور المشروع الخامس نوعًا جديدًا من الإنسولين سريع المفعول.
بروتين مدمج: يركز المشروع السادس على بروتين يجمع بين الإنسولين وهورمون الجلوكاجون، مما قد يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم من خلال منع الارتفاعات والانخفاضات الحادة.
آراء الخبراء
قال الدكتور تيم هايس، نائب رئيس اللجنة الاستشارية العلمية للمشروع، إن "الإنسولين الذكي قد يفتح عهدًا جديدًا في مكافحة مرض السكري"، مضيفًا أن "الإنسولين المستجيب للغلوكوز يُعتبر الكأس المقدسة لأنه يقترب من توفير علاج للسكري من النوع الأول مثل أي علاج دوائي".
وأضافت راشيل كونور، مديرة شراكات البحث في "جمعية جودي آر أف"، أن "بينما كان الإنسولين ينقذ الأرواح لأكثر من 100 عام، فإن إدارة مستويات السكر باستخدام الإنسولين ما تزال صعبة. نأمل أن تساعد هذه المشاريع في تخفيف العبء الكبير الذي يتحمله المرضى."
وأكدت الدكتورة إليزابيث روبرتسون، مديرة الأبحاث في "جمعية السكري البريطانية"، أن هذه المشاريع قد تحدث ثورة في علاج السكري من النوع الأول، مما قد يقلل بشكل كبير من التحديات اليومية المرتبطة بالمرض ويحسن صحة المرضى البدنية والعقلية.