فشلت السلطات الفرنسية أمام سياسة إدماج شبابها المتطرف، بالرغم من المبادرات التي أطلقتها مباشرة بعد الهجمات الإرهابية التي كانت فرنسا مسرحاً لها، في محاولة منها -أي السلطات الفرنسية- في بحث أسباب الإرهاب في فرنسا ومدى ارتباطه بالعنصرية التي زادت من تغذيته حسب الفرنسيين أنفسهم.
أبانت سياسة فرنسا في إدماج شبابها المتطرف فشلها التام، حيث لم تستطع في إعادة هؤلاء الخارجين عن الطريق إلى رشدهم، فالمتتبع لتفاصيل الاعتداءات يلفت انتباهه جنسية المتورطين فيها ألاّ وهي الفرنسية بالرغم من أنّهم مزدوجي الجنسية، إلاّ أنّهم تربوا وترعرعوا في فرنسا طيلة سنوات طفولتهم.
ويرجع الكثير من الأكاديميين الفرنسيين سبب هذا الفشل، إلى عدم جدية سياسة الادماج التي أطلقتها فرنسا، والتي تتعامل مع الجاليات المسلمة بسياسة الكيل بمكيالين، ناهيك عن الفوارق الاجتماعية التي يتخبط فيها أبناء الضواحي الباريسية.
ضف إلى ذلك العنصرية التي تغرق فيها فرنسا والتي تتبناها اتجاه أبناء هذه الجاليات على مرّ السنين في شتى المجالات بالرغم من أنّ ما يقدمه هؤلاء في كثير من المرات أكبر مما يقدمه أبناء فرنسا أباً عن جد، ولعلّ آخر صورة للعنصرية تلك التي عاشها الدولي الفرنسي كريم بن زيمة الذي لم يتم استدعاءه للأورو بالرغم من المستوى الكبير والأداء الراقي الذي يقدمه مع ريال مدريد الاسباني، وهي القضية التي عرّت فرنسا العنصرية.
ومن بين الأسباب أيضاً التي ساهمت في فشل هذه السياسة، هو تولد شعور لدى هؤلاء الشباب المتطرف بعدم الانتماء للمجتمع الفرنسي، نتيجة تعامل الفرنسيين معهم منذ نشأتهم.