في تقرير حديث صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، تم الكشف عن أن تغيّر المناخ أصبح يشكل تهديدًا متزايدًا للعديد من الأشخاص الأكثر ضعفًا في العالم، مما يعمّق من معاناتهم. وفقًا للتقرير الذي تم تقديمه في مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي (كوب 29) في العاصمة الأذربيجانية باكو، أصبح اللاجئون والنازحون في الخطوط الأمامية لهذا التحدي البيئي، إذ يفتقرون إلى الوسائل اللازمة لحماية أنفسهم من الكوارث المناخية أو التعافي منها بعد حدوثها.
مقالات ذات صلة:
ندوة علمية تكشف عن تأثيرات التغير المناخي غير المتوقعة في تونس
إسبانيا على أبواب تحول مناخي: مناخ صحراوي يهدد البلاد بحلول 2050
أزمة مزدوجة: تغيّر المناخ والصراعات
يشير التقرير إلى أن أكثر من 120 مليون شخص نزحوا بسبب تغير المناخ أو النزاعات، حيث يعيش نحو 75% منهم في دول تعاني بشكل كبير من آثار هذه الظاهرة. وتدعو المفوضية إلى استثمارات أكبر في مواجهة الاحتباس الحراري وتخفيف تبعات تغيّر المناخ، محذرة من تزايد عدد لاجئي المناخ في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة. كما توقعت المفوضية أن يرتفع عدد البلدان المعرضة لمخاطر التغير المناخي من 3 إلى 65 دولة بحلول عام 2040، مع العلم أن معظم هذه الدول تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين والنازحين.
التغير المناخي يزيد من حدة الظروف المعيشية في المخيمات
أوضح التقرير أن الظروف في المخيمات والمناطق التي يسكنها اللاجئون والنازحون ستزداد سوءًا في المستقبل، مع توقعات بزيادة أيام الحرارة المرتفعة في هذه المناطق بشكل كبير بحلول عام 2050. وأشار إلى أن التحديات البيئية التي يواجهها هؤلاء الأشخاص ستؤدي إلى تفاقم معاناتهم اليومية، خاصة في ظل غياب الموارد المادية الكافية للتكيف مع التغيرات المناخية أو لإعادة البناء بعد وقوع الكوارث.
التزامات مالية جديدة لمكافحة تغيّر المناخ
من جانبها، تسعى الدول النامية والمنظمات البيئية إلى الضغط على الدول الصناعية الغنية لتوفير تريليون دولار سنويًا على الأقل لمساعدة الدول الفقيرة التي تواجه موجات حر شديدة وعواصف وفيضانات متزايدة نتيجة تغيّر المناخ. هذه التوقعات تأتي في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، حيث وصل الاحترار إلى 1.3%، مما ساهم في تزايد الظواهر المناخية القاسية مثل الفيضانات في أوروبا وإعصار في الولايات المتحدة، التي أودت بحياة العشرات.
وفي إطار هذه الجهود، تقترح بعض المنظمات فرض ضرائب على الأثرياء لتمويل هذه الالتزامات المالية، في وقت يواجه فيه العالم تحديات مناخية غير مسبوقة.
التغير المناخي: معركة عالمية مشتركة
في ظل هذه الأزمات المتعددة، يدعو تقرير مفوضية الأمم المتحدة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات منسقة وعاجلة على مستوى العالم لتخفيف آثار التغير المناخي على الفئات الأكثر ضعفًا. إن الدعم المالي والتعاون الدولي سيكونان المفتاح لمواجهة هذه التحديات، من خلال توفير بيئة آمنة ومستدامة لللاجئين والنازحين، الذين يتحملون العبء الأكبر من هذا التغير العالمي.