بعد أشهر من المفاوضات والضغوط المتزايدة من بعض الدول الأعضاء، كشف الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عن مقترحات جديدة تهدف إلى تسريع ترحيل المهاجرين غير النظاميين، تتضمن إنشاء "مراكز عودة" خارج حدود الاتحاد، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين الحكومات والمنظمات الحقوقية.
مقالات ذات صلة:
بيل جيتس ينتقد تدخل إيلون ماسك في السياسة الأوروبية: هل يتحول إلى محرك سياسي؟
عادل الشاذلي يرفض تدريب نسور قرطاج ويواصل نجاحه الأوروبي مع جورجيا
أبرز محاور المقترح الأوروبي
- إنشاء مراكز خارجية: يسمح المقترح للدول الأعضاء بفتح مراكز للمهاجرين في دول خارج الاتحاد، بهدف إرسال الأشخاص الذين رُفضت طلبات لجوئهم إلى هذه المراكز.
- عقوبات صارمة: يتضمن فرض قواعد أكثر تشدداً على من يرفضون المغادرة، مثل مصادرة الوثائق، والاحتجاز، وفرض حظر دخول لفترات طويلة.
- الاعتراف المتبادل بالقرارات: يتيح الاعتراف بقرارات الطرد الصادرة عن أي دولة عضو لتكون قابلة للتطبيق في جميع الدول الأوروبية.
جدل وخلافات واسعة
الاقتراح أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، حيث عبّرت "لجنة الإنقاذ الدولية" عن مخاوفها من تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان في هذه المراكز، ووصفتها بأنها قد تتحول إلى "مناطق خارجة عن القانون".
في المقابل، رحبت دول مثل السويد وهولندا بالمقترح، معتبرة أنه يمثل حلاً عملياً لمشكلة طال أمدها، بينما أبدت دول مثل إسبانيا رفضها القاطع بسبب المخاوف من انتهاك حقوق الإنسان. أما فرنسا، فظلت متحفظة على اتخاذ موقف واضح في هذه المرحلة.
الطريق نحو التنفيذ
يتطلب تفعيل هذا المقترح موافقة البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء، وهو ما قد يواجه تحديات سياسية وقانونية بالنظر إلى حساسية الملف.
وأكد مفوض الهجرة الأوروبي، ماغنوس برونر، أن الهدف من هذه الإجراءات هو "إعادة السيطرة على ملف الهجرة داخل أوروبا"، معرباً عن أمله في اعتماد المقترح "في أقرب وقت ممكن".
تراجع في تدفق المهاجرين
يأتي هذا الجدل في وقت سجلت فيه حالات العبور غير النظامي إلى أوروبا انخفاضاً كبيراً خلال عام 2024، حيث بلغ أدنى مستوياته منذ عام 2021، وفقاً لبيانات الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس).
بين الانتقادات والمطالب بتشديد الإجراءات، يظل هذا المقترح محط أنظار الاتحاد الأوروبي، حيث ستحدد النقاشات المقبلة مصير واحدة من أكثر قضايا الهجرة إثارة للجدل في أوروبا.