دوّخونا..
جاؤوا من كل حدب جياعا
وأوقدوا في البلاد نيران العويل..
قالت عجوز من الآخرين..
وجاؤوا من كل صوب ضباعا
لحتنا لحو العصا وأفردتنا للذبول.
فما تقول يا فتاي النحيل..
قلت:رنونا مرة للسماء فآنطفأت أعيننا
وصار الحلم مثل عرجون قديم..
والرعاة صاروا بغاة
والتقاة عصاة
والأرض يحكمها الجهول..
فماذا أقول أنا الحافي على مسارب السّعدان..
حذائي لآبن الأمير
وبرنسي الحائل استملكه صاحب الوقت الخؤون
ولغتي صارت حرون..
مسحت عجوز من الأولين على عيني وقالت:آنظر..
فنظرت..
رأيت فرسانا يفرّون على ظهور كحول..
وشبّانا حوّلهم البؤس إلى كهول
ورأيت جرادا يأتي على كلّ الحقول.
ثمّ طاف بي طائف فغفوت
وحين أفقت تراءى لي حلمي الخجول..
قالت المرأة العجلى وهي تدوس عليّ:
لهفي على حلمي البتول.
النّار تحاصر الآتي
والرّيح تقصف أعناق أعوامنا القادمة..
تُطَيّر ما تبقّى من سلالات أفراحنا..
و تُزْرِي بالفصول.
فماذا أقول يا زوبعة والرّوح تدحرجها جنوب وشمول.
مرّة،رنّختُ عند جدار قديم أطلب نَفَسًا
فآلتقطني الشُّرَطُ ..
أوقفوني في الشمس
تهجَّوْا ماضيّ وآتيّ..
فتّشوا رأسي بحثا عن فكرة
أو رغبة مبحوحة أو بسمة أو أغنية..
وجدوا آهة مكتومة ..
وبيت شعر عتيق
ومستفعلات وفاعلات وفعول.
قالوا: ماخطبك ؟
قلت: غرّر بي زوبعة ..
آستملك أقماري
ليتركني وحيدا في السّاح ..
على غير هدى ،منذ قرون ،أجول.
عمار العوني (8-10-2022)