هذا الميعادُ أزَفْ..
اِنهَضْ و سدِّد سِجّيلَكَ نَحو الهَدف
يا طَيرَ الأبَابِيلِ الذي طَال غِيَابُه
إنّا هُنا في انتظارِكَ..
حَيثُ تَركتَنَا مُذ نصفِ قَرنٍ
نَحنُ مازِلنَا نَقِف..
دَوِّ مَدى الآفاقِ بالحقِّ المُبِينِ
أنّ أرضَ الانبياءِ و الشّعراءِ
و البُرتُقالِ و التّينِ
مُحَالاً تكونُ لغَيرِنَا
"من الفاءِ إلى النّونِ"
حتّى لو أخرسَ البَاطِلُ صَوتَنَا
و إسمُهَا في الحَلقِ جَف..
هذا الميعادُ أزَف..
إنّه ضَميرُ الطّينِ يَعلُو مِن جَديدٍ
فَجَّرَ طُوفانَه هَدّارا بنّصرٍ
عِزُّه خَفْقُ البُنُودِ
يَغسِلُ شَرَفَ العُروبةِ
مِن عَباءاتِ التّأمرُكِ و التّصَهيُنِ
و عُروشٍ خَاوِياتٍ تَوّجَتْ هَامَ العَبيدِ..
أشجَعُ مَن سادَ فِيهم
لم يُحرّكْ ساكِنًا و لا حتّى لِسَانَا
إنّما حَرّكَ قَلبًا وَجِيفًا
من الجُبنِ يَرتجف..
لا تَنتظِرْ مِن أدعِيَاءِ العُرُوبَةِ نُصرَةً
منذ مَتى كانت للمُتمسِّحين
على أعتَابِ "كَامبٍ و أوسلُو "
نَخوَةٌ او بعضُ نَعرةٍ
أعرَاسُهم مِن وطيسِ الطّبلِ و الزّمرِ
و ما قامَ لَهُم مِن وَطيسِ الخَيلِ
عُرسٌ تُحَيِّيهِ الأكُف..
هذا الميعادُ أزَف
رَتّلَ انشودَةَ الفَجرِ النّديِّ
عندَ أطرافِ النّهَارِ
تُهدِي التّاريخَ إلَينا و الحرب
و السّلامَ و الأرض..
تُهدي إلَينا كَرامَةً مِن الحِجارةِ و النّارِ..
لكأنّ أصواتَ الأزِيزِ مَعَازِفُ
لَها في المَسامِع نَشوَةُ اللّحنِ الشّنِف
هذا الميعادُ أزِف..
هو مِيعادُ الحَياةِ معَ دِماءِ الشّهيدِ
يُنصِفُ ثُكلَ النّخيلِ
يَرتُقُ جُرحَ الوُرودِ..
ينقُشُ إسمَ الفِداءِ على ألواحِ الخُلودِ
يَهوِي بإصرار الرّجالِ
على جدرانِ الحدودِ
يَفتَحُ للنّصرِ بابًا بِمَصاريعِ الشّرَفْ..
هَذا المِيعادُ أزَفْ......
كوثر البولعابي (تونس في 7 أكتوبر 2023 )