الصَّوتُ جلجلَ في السَّماءِ وتاها
وبَكى سوادُ الليلِ مِنْ شكواها
والظُّلمُ أنشبَ ظِفرَهُ بِرُباها
أودى بِكُلِّ فَضيلةٍ مثواها
حتّى الأجنَّةُ أسْلَمَتْ أرواحَها
للهِ بعدَ جريمةٍ عِشناها
لتكونَ تحتَ العرشِ عِطرَ بطولةٍ
للهِ تروي مَنْ أباحَ دِماها
جُرحٌ يَنوءُ الكونُ حَمْلَ دِمائِهِ
إلا الذينَ تعهَّدوا بِفناها
خوفاً مِنَ الباغي يُزلزلُ حُكمَهمْ
وكأنهمْ مِنْ خوفِهمْ أعداها
وتناسوا حقّاً لنْ يطولَ غيابُهُ
وَبِأمرِ ربٍّ قادرٍ سَوّاها
يأتي كَلَمحِ العينِ يُنهي شَرَّهمْ
وَيُحيلُ أعلاها إلى أدناها
ويَزفُّ للأبطالِ شارَةَ نَصرِها
منْ مَغربِ الدُّنيا إلى أقصاها
نَصرٌ لأهلِ عقيدةٍ مافرَّطوا
بِحقوقِهمْ وَتَسابقوا لِفداها
لِتظلَّ للأجيالِ درساً يُحتذى
أحياها بعدَ دَمارِها مولاها
تونس السنوسي