تزكية لطفي القلمامي، عضو في أحد هياكل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يمثل إضافة نوعية للكرة التونسية في مجال تأمين الملاعب الرياضية، وهو شخصية معروفة بتاريخه المهني الحافل وتجربته الواسعة التي تمتد على الصعيدين الإقليمي والدولي. تم اختياره من قبل الهيئة التسييرية للجامعة التونسية لكرة القدم، التي يرأسها السيد كمال إيدير وتضم في عضويتها السيدين زكية البرطاجي والداخلي الرحماني. هذا الاختيار لم يكن محض صدفة، بل جاء بناءً على تقييم دقيق لخبرة الرجل وكفاءته الفائقة في مجال تأمين الفعاليات الرياضية الكبرى، وهو ما يتوافق تمامًا مع الاحتياجات الأمنية التي تفرضها التظاهرات الرياضية الدولية.

مقالات ذات صلة:

فيفا يدرس تغييرًا جذريًا في قوانين كرة القدم: الركلات الركنية بدل الركلات الحرة للحراس المتأخرين

جلسة استشارية تفتح آفاقاً جديدة: مناقشة مشروع القانون الانتخابي الجديد لجامعة كرة القدم التونسية

هيئة التسوية تعيد رسم خارطة كرة القدم التونسية: خطوة نحو إصلاحات جذرية

لطفي القلمامي، الذي كان له دور بارز في تأمين العديد من التظاهرات الرياضية، سواء على الصعيد الإفريقي أو الدولي، يجد نفسه اليوم في موقع يتطلب التنسيق المستمر مع الهيئات الرياضية العالمية، خاصة في ضوء الحوادث الأمنية الأخيرة، أبرزها الحادثة المؤلمة التي شهدتها غينيا في وقت سابق، والتي أودت بحياة أكثر من 135 شخصًا بسبب خلل في الإجراءات الأمنية. هذا الحادث كان بمثابة ناقوس خطر دعا العديد من الجهات المعنية إلى إعادة النظر في استراتيجيات تأمين الملاعب، وهو ما دفع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إلى تنظيم ملتقى هام من 3 الة 5 ديمسبر 2024 في الجزائر العاصمة حول تأمين الملاعب، حضره العديد من المختصين في هذا المجال من مختلف دول القارة.

ورغم أن هذا الملتقى كان فرصة هامة لتبادل الخبرات والتعلم من التجارب الأخرى، فقد أثار غياب ممثل تونس، العقيد لطفي القلمامي، العديد من التساؤلات في الأوساط الرياضية. قد يعتقد البعض أن الجامعة التونسية تجاهلت دوره في هذا الملتقى الهام، لكن التحليل الدقيق للأمور يكشف عن أن غيابه كان نتيجة لالتزامات وطنية أخرى. القلمامي كان مشغولًا بحضور الجلسات الأسبوعية مع أعضاء الفيفا، التي تتناول التحضيرات اللوجيستية وتفاصيل العمليات التنظيمية على مستوى الكرة التونسية. هذه الجلسات التي تعقد كل نهاية أسبوع تتطلب حضوره الفعلي والمنتظم، ما جعله غير قادر على المشاركة في ملتقى الجزائر.

إضافة إلى ذلك، هناك تسريبات تشير إلى أن تونس ستستضيف قريبًا ملتقى مشابه حول تأمين الملاعب الرياضية، ما سيوفر فرصة للقلمامي لتقديم خبراته ورفد المناقشات حول تطوير استراتيجيات السلامة في الملاعب الرياضية. هذه المبادرة تعتبر امتدادًا لما بدأته الهيئة التسييرية من تعزيز الشراكات الأمنية والتنسيق بين الدول الإفريقية في مجال تأمين الأحداث الرياضية الكبرى.

في النهاية، لا يمكن إنكار أن اختيار الجامعة التونسية لكرة القدم لطفي القلمامي لهذا المنصب كان اختيارًا استراتيجيًا وصائبًا. فعلى الرغم من التحديات التي يواجهها في ظل جدول أعماله المزدحم، إلا أن القلمامي أثبت جدارته من خلال مشاركاته السابقة في العديد من التظاهرات الرياضية الكبرى، وهو يتمتع بكفاءة عالية تؤهله ليكون أحد القيادات الأمنية الرياضية البارزة على الساحة الإفريقية والدولية.