نجح العلماء في اختراع نسيج ذكي يمكنه تحويل الضوء إلى حرارة، مما يتيح رفع درجة حرارة الأنسجة بأكثر من 30 درجة مئوية في غضون 10 دقائق فقط من تعرضه لأشعة الشمس. هذا الابتكار يعد ثورة في تصميم الملابس الخاصة بالبيئات الباردة، مما يجعلها أكثر كفاءة في توفير الدفء في درجات الحرارة الشديدة.
مقالات ذات صلة:
وزيرة الأسرة ترسم خريطة المستقبل: ندوة المديرين تسلط الضوء على التوجهات الاستراتيجية لعام 2025
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة كمنصة تسليط الضوء على معاناة نساء فلسطين
ندوة وطنية سلطت الضوء على دور الشركات الأهلية في تونس وتدشن حاضنة رقمية لدعمها
آلية العمل والتكنولوجيا
المادة الجديدة تعتمد على جزيئات نانوية متخصصة تمتص ضوء الشمس وتحوله إلى حرارة. يتم دمج هذه الجزيئات في النسيج باستخدام ألياف البولي يوريثين الحرارية (PTU)، وهي مادة مرنة شائعة الاستخدام في الملابس الرياضية والملابس المقاومة للماء. المثير في هذه المادة هو أنها تحتوي على أصباغ حرارية تتغير ألوانها استجابة لتغير درجات الحرارة، مما يسمح للمستخدمين بمراقبة التغيرات الحرارية بصريًا.
اختبارات واعدة
تمكن الفريق البحثي بقيادة المهندس الكيميائي يونينج لي من جامعة واترلو في كندا من تصميم أقمشة حرارية باستخدام البوليمرات الضوئية الحرارية. عندما تعرض النسيج لأشعة الشمس، وصلت درجة حرارة السترة الصغيرة التي تم اختبارها إلى 53.5 درجة مئوية بعد 10 دقائق فقط من التعرض لأشعة الشمس، في حين أن الأصباغ الحمراء في النسيج تحولت إلى اللون الأبيض مع زيادة درجة الحرارة.
مزايا وكفاءة
تتمتع هذه المادة بميزة كبيرة تتمثل في قدرتها العالية على امتصاص طيف واسع من الضوء الشمسي وتحويله إلى حرارة بفعالية. كما أن النسيج يتمتع بمرونة عالية، حيث يمكن أن يتمدد حتى خمسة أضعاف حجمه الأصلي دون فقدان خصائصه. أحد أبرز المزايا هو أن المادة تحافظ على خصائصها حتى بعد 25 غسلة.
آفاق المستقبل
الفريق يعمل الآن على تحضير هذه المادة للتصنيع التجاري، مع التركيز على خفض تكاليف الإنتاج وتوسيع نطاق عملية التصنيع. كما يولي الباحثون اهتمامًا خاصًا لضمان سلامة الألياف عند ملامستها للجلد لفترات طويلة، وهي خطوة حاسمة قبل طرحها في الأسواق بشكل واسع.
هذا الابتكار لا يعد فقط خطوة مهمة نحو تحسين الملابس المقاومة للبرد، بل يمكن أن يُحدث تغييرات كبيرة في مجال المعدات المستخدمة في الإنقاذ في الجبال وملابس الحيوانات الأليفة، مما يسهم في تحسين الحياة في البيئات الباردة.