في خطوة طموحة تحمل آمال التنمية المستدامة، تستعد طبرقة لاحتضان مشروع سياحي ضخم بقيمة 2000 مليون دينار يحمل اسم "ساحل المرجان بطبرقة" (Costa Coralis). هذا المشروع، الذي سيمتد على مساحة 175 هكتار، يعدّ بتحويل المدينة إلى قطب سياحي عالمي يجمع بين روعة الطبيعة وتنوع الخدمات.
مقالات ذات صلة:
السياحة الجبلية رافد للتنمية: ملتقى الاقتصاد التضامني والاجتماعي بطبرقة يُثمن إمكانيات الشباب
إنجاز ساحق لجدافي طبرقة: 6 ذهبيات تضع تونس في صدارة بطولة إفريقيا للتجديف الشاطئي
طبرقة عين دراهم وجهة هامة للسياحة الرياضية المغاربية
من خلال خمس أقطاب رئيسية تشمل الإيواء الفاخر، الترفيه المتطور، والخدمات الصحية المتقدمة، ينتظر أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في الاقتصاد المحلي، مع توفير أكثر من 12,500 موطن شغل مباشر وغير مباشر، إلى جانب تنشيط مطار طبرقة-عين دراهم الدولي وإثراء العرض السياحي للمنطقة.
رغم مرور سنوات على تقديم المشروع ودراسته من قبل جمعية "2050"، إلا أن التنفيذ لا يزال قيد الانتظار. ومع وجود الأرضية الملائمة وموقع استراتيجي على الحدود الجزائرية، يطرح تساؤلٌ كبير: متى تتحقق هذه الرؤية، ويصبح حلم طبرقة حقيقة؟
1. فكرة المشروع وأهميته:
النطاق والحجم: المشروع يمتد على مساحة 175 هكتار، بحجم استثمارات ضخم قدره 2000 مليون دينار. يعكس هذا الحجم الرؤية الطموحة لدمج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية.
- أهداف واضحة: من المتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في الجهة، بتوفير مواطن شغل مباشرة وغير مباشرة، وتنشيط الحركة الاقتصادية.
- تنوع المكونات: المشروع مقسم إلى خمسة أقطاب تجمع بين الخدمات الصحية، السياحية، التجارية، والترفيهية، مما يعزز تكامل عناصر الجذب السياحي.
2. الجوانب التنموية والبيئية:
المشروع يعتمد على الخصائص الطبيعية المميزة لطبرقة: البحر، الجبال، والغابات.
التركيز على الاستدامة يجعل من المشروع فرصة لتطوير السياحة البيئية والإيكولوجية.
سيعزز المشروع البنية التحتية للمنطقة عبر تطوير الإيواء السياحي والخدمات المرتبطة به.
3. الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية:
المشروع سيُساهم بنسبة 5% من الإنتاج المحلي لولايات الشمال الغربي، مما يعكس دوره الاقتصادي المحوري.
تعزيز الشراكة مع الجزائر يمكن أن يكون حافزًا إضافيًا لتنفيذ المشروع، خاصة مع الموقع الحدودي لطبرقة.
الجانب الاجتماعي يتمثل في دعم الشباب عبر فرص عمل وتنشيط الاقتصاد المحلي، وهو أمر بالغ الأهمية في جهة تعاني من ارتفاع نسب البطالة.
4. المعوقات والتحديات:
- التأخير في التنفيذ: رغم انطلاق الدراسات منذ 2018، لم يتم تفعيل المشروع بعد، مما يثير تساؤلات حول الجدوى الفعلية والتزام الأطراف المعنية.
- التنسيق الحكومي: يبدو أن هناك حاجة أكبر لتنسيق حكومي محكم لدفع المشروع إلى مرحلة التنفيذ.
- التمويل والاستثمار: رغم ضخامة المشروع، فإنه يعتمد على استثمارات محلية ودولية، مما قد يشكل تحديًا في جذب المستثمرين.
5. التوصيات:
* ضرورة تفعيل المشروع بشكل عاجل عبر التنسيق بين الجانبين التونسي والجزائري وإيجاد آليات تنفيذ فعالة.
* تحسين التسويق الدولي للمشروع لجذب استثمارات عالمية، خصوصًا مع توفر مقومات طبيعية وبنية سياحية مشجعة.
* التأكيد على أهمية الاستدامة البيئية في كافة مراحل التنفيذ، لضمان الحفاظ على جماليات المنطقة الطبيعية.
مشروع "ساحل المرجان بطبرقة" يمثل فرصة ذهبية لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية. ومع ذلك، فإن نجاحه يعتمد على تجاوز العراقيل الإدارية والمالية، واستغلال مقومات المنطقة الفريدة. تنفيذ هذا المشروع يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في التنمية الجهوية ويجعل من طبرقة مركزًا سياحيًا متكاملاً.