كشف فريق من العلماء عن لغز مومياء مصرية قديمة، تعود إلى أكثر من 3000 عام، باستخدام تقنيات الأشعة السينية المتطورة. كانت المومياء، المعروفة باسم شينيت-آ، مخبأة في تابوت محكم الإغلاق، ولم يكن هناك أي فتحات تسمح للباحثين بالوصول إليها أو دراسة تفاصيلها لفترة طويلة. ولكن باستخدام المسح المقطعي المحوسب، استطاع العلماء فك شفرة العديد من الأسئلة التي حيرت الأوساط العلمية لعقود.
مقالات ذات صلة:
كيف تموت الخلايا: اكتشاف طرق جديدة لموت الخلايا يفتح أبواباً جديدة لعلاج الأمراض
اكتشاف تاريخي: حفريات بحرية عمرها 8.7 ملايين سنة تحت مدرسة ثانوية في لوس أنجليس
اكتشاف تاريخي: غواصون أمريكيون يعثرون على الباخرة الفرنسية Le Lyonnais بعد 168 عامًا من غرقها
وبحسب ما أفادت صحيفة «ديلي ميل»، كانت المومياء محفوظة في تابوت لم يكن يحتوي على فتحات أو أي نقاط دخول مرئية، مما جعل العلماء غير قادرين على دراسة رفاتها بشكل مباشر. ولكن بعد عدة محاولات للكشف عن محتويات التابوت، تمكن الفريق من الحصول على صور دقيقة للهيكل العظمي، حيث لاحظوا خطوط الخياطة الممتدة على طول الظهر وبعض الأربطة، مما ساعدهم على فهم طريقة تحنيط الجسد.
وتقدّر أبحاث فريق متحف فيلد في شيكاغو أن شينيت-آ كانت في أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات من عمرها عند وفاتها، وأنها كانت تتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة في المجتمع المصري القديم. كما أظهرت الفحوصات أنها عاشَت في العصر الانتقالي الثالث، خلال الأسرة الثانية والعشرين، ووجدت في حالة حفظ ممتازة.
ومن أبرز ما كشفته الأشعة السينية، هو الطريقة غير التقليدية التي تم بها تحنيط شينيت-آ. بدلاً من بناء التابوت حول جسدها كما هو المعتاد في عمليات التحنيط المصرية، تم تشكيل التابوت أولاً ثم تليينه باستخدام الرطوبة لجعله مرنًا بما يكفي لاحتواء الجسد. هذا الأسلوب الغريب جعل من هذا الاكتشاف حدثًا استثنائيًا في علم الآثار.
كما أظهرت الفحوصات أن المومياء كانت ملفوفة في طبقات من الكتان الفاخر، ووضعت داخل قوالب ملونة بشكل زاهٍ كان يُستخدم عادة لدفن النخبة. وتبين من خلال الأشعة السينية أن شينيت-آ فقدت العديد من أسنانها بسبب التآكل الناتج عن الرمال التي كانت تحتوي عليها وجبات طعامها.
وتتوالى الاكتشافات المدهشة حول طريقة تحنيط شينيت-آ، حيث تبين أن المحنطين استبدلوا عينيها بأخرى اصطناعية لضمان بقائها سليمة. وعلق جيه بي براون، كبير أمناء الحفظ لعلم الأنثروبولوجيا، قائلاً: "من النادر أن تتاح لنا الفرصة للتحقيق في التاريخ من منظور فردي، ويعد هذا الاكتشاف فرصة فريدة لفهم هوية هؤلاء الأشخاص الذين عاشوا في تلك الحقبة".
تستمر الأبحاث والتحاليل المتعمقة على هذه المومياء، ومن المتوقع أن تستغرق دراسة النتائج نحو ثلاث سنوات حتى تكتمل.