في شمال أيرلندا، بين تلال خضراء ساحرة، تقع بحيرة لوغاريما أو "البحيرة المتلاشية"، ظاهرة طبيعية نادرة تبهر الزوار. ففي ساعات الصباح قد تكون البحيرة ممتلئة حتى ضفافها، لكن بعد ساعات قليلة تتحول إلى أرض جافة، وكأن مياهها اختفت بسحر غامض.
العلم يكشف الغموض
على الرغم من تغذية البحيرة بثلاثة أنهار صغيرة، لا يوجد مجرى ظاهر لتصريف المياه. ويشير العلماء إلى أن حوضًا تحت الأرض يعمل مثل صمام طبيعي؛ إذ يتجمع الماء بسرعة عندما يسد الطمي والرواسب الحوض، وما إن يزداد الضغط حتى يُفتح فجأة لتفريغ البحيرة بالكامل، في مشهد يثير الدهشة.
يقود الدكتور بول ويلسون من هيئة المسح الجيولوجي البريطانية دراسة دقيقة باستخدام كاميرات زمنية وأجهزة قياس المياه لفك طلاسم هذا اللغز الجيولوجي.
أساطير الغموض والرعب
بالنسبة للسكان المحليين، ليست لوغاريما مجرد ظاهرة طبيعية. تقول الأساطير إن شبحًا يظهر على ضفافها في الليالي الماطرة، كما يروي آخرون ظهور مخلوق أسطوري يُدعى كيلبي، يشبه الحصان الرمادي ويملك القدرة على التحول إلى إنسان.
ومن القصص الأشهر، محاولة حافلة مع خيولها عبور البحيرة ليلاً في القرن التاسع عشر، حيث غرقت بعد ارتفاع المياه لأكثر من 6 أمتار، ويزعم البعض سماع أصوات حوافر الخيول في الليالي المظلمة حتى اليوم.
مزيج بين العلم والأسطورة
اليوم، تظل لوغاريما مزيجًا ساحرًا بين العلم والغموض، حيث يراقب الجيولوجيون حركة مياهها، فيما يتداول السكان قصص الأشباح والمخلوقات الأسطورية، لتظل البحيرة واحدة من أكثر الأماكن غموضًا في أيرلندا الشمالية، وتجذب محبي الظواهر الطبيعية والأساطير على حد سواء.