في خطوة تاريخية، أعلنت وزارة الخارجية البرتغالية يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 أنّ لشبونة ستعلن رسميًا اعترافها بدولة فلسطين يوم الأحد 21 سبتمبر، قبل ساعات من انعقاد جلسة مرتقبة للجمعية العامة للأمم المتحدة ينتظر أن تتبنى خلالها نحو عشر دول أخرى الموقف ذاته.
اعتراف يتجاوز الرمزية
صحيح أن الاعتراف لا يغيّر واقع الاحتلال على الأرض، لكنه يمثل انتصارًا سياسيًا ومعنويًا للفلسطينيين، ورسالة قوية بأن حل الدولتين ما يزال يحظى بزخم دولي، رغم سنوات الجمود والانسداد في مسار المفاوضات.
أوروبا تتحرك ببطء… لكن بثبات
خلال السنوات الأخيرة، شهدت عدة برلمانات أوروبية (إسبانيا، أيرلندا، بلجيكا، وحتى فرنسا) نقاشات وتصويتات رمزية لصالح الاعتراف بفلسطين. غير أن هذه المواقف بقيت محصورة داخل المؤسسات التشريعية ولم تتحول إلى سياسات تنفيذية رسمية.
اليوم، يأتي الاعتراف البرتغالي ليمثل قفزة نوعية، قد تدفع بدول أخرى داخل الاتحاد الأوروبي إلى تجاوز "التردد الدبلوماسي" والالتحاق بركب الاعتراف الرسمي.
ضغط سياسي على إسرائيل
الاعتراف البرتغالي، ومعه موجة الدول الأوروبية المنتظرة، يضع إسرائيل في موقف حرج، إذ يفاقم من عزلتها الدبلوماسية المتنامية ويضيق هامش مناورتها في المحافل الأممية. كما يمنح الفلسطينيين دعمًا إضافيًا في مساعيهم للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو مطلب طالما عرقلته الولايات المتحدة في مجلس الأمن.
صدى فلسطيني وعربي متوقع
من المنتظر أن يلقى القرار البرتغالي ترحيبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والعربية، باعتباره مكسبًا جديدًا للقضية الفلسطينية في ظل الظروف المعقدة إقليميًا ودوليًا. في المقابل، سترد إسرائيل على الأرجح بانتقادات شديدة، وربما ضغوط اقتصادية وسياسية على لشبونة وعلى الدول التي ستسير في نفس المسار.
نحو خارطة جديدة في أوروبا؟
إذا ما التزمت عشر دول أخرى بوعودها بالاعتراف بفلسطين هذا الشهر، فإن الاتحاد الأوروبي سيجد نفسه أمام مفترق طرق: إما السير نحو موقف موحد أكثر جرأة، أو البقاء أسيرًا لانقسامات داخلية تمنح إسرائيل فرصة لمزيد من المماطلة.