شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، ظهر الأحد، موجة احتجاجات ضخمة شارك فيها الآلاف، تنديدًا بما وصفوه بـ"مواصلة إسرائيل خرق وقف إطلاق النار" عبر هجماتها المتجددة على قطاع غزة، ومطالبين بخطوات أوروبية حازمة تصل حد فرض حصار عسكري شامل عليها.
واحتشد المحتجون بداية في إحدى محطات القطارات المركزية بالعاصمة، حيث رفعوا أعلام فلسطين ورددوا شعارات تطالب الاتحاد الأوروبي بالتحرك الفوري، وفي مقدمة ذلك تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل دون تأجيل.
وانطلق المتظاهرون في مسيرة حاشدة نحو ساحة "جان ري" القريبة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، في رسالة مباشرة لصنّاع القرار ببروكسل.
المحتجون رفعوا لافتات حملت رسائل صريحة أبرزها:
"استهداف المدنيين ليس دفاعًا مشروعًا عن النفس… قولوا لا للإبادة الجماعية!"
"مقاومة حتى التحرير!"
"انهضوا من أجل فلسطين!"
وتأتي هذه التحركات بعد عامين داميين من الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 8 أكتوبر 2023، والتي وصفتها العديد من المنظمات الدولية بـ"حرب الإبادة". وقد انتهت هذه الحرب باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، لكنها خلّفت أكثر من 69 ألف قتيل وما يزيد على 170 ألف جريح، وفق معطيات ميدانية.
ورغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، يقول المحتجون إن "الاعتداءات المتواصلة" تشكّل انتهاكًا صارخًا للاتفاق، ودليلًا ـ بحسب تعبيرهم ـ على "ضرورة تدخل دولي أكثر صرامة لوقف مسلسل الدم".
الاحتجاجات في بروكسل تعكس تزايد الضغط الشعبي الأوروبي المطالب بمراجعة العلاقات السياسية والعسكرية مع إسرائيل، وسط دعوات تتوسع يوماً بعد يوم لإجراءات قد تغيّر شكل التعاطي الأوروبي مع الأزمة.



