شؤون وطنية

في مدينة بن قردان، في هذا اليوم المجيد، يحتفي الشعب التونسي بذكرى ملحمة بن قردان الباسلة، والتي تعد رمزا للتضحية والوحدة الوطنية، وقد حضر هذا الحدث العظيم السيدين وزير الداخلية ووزير الدفاع الوطني، وجمع غفير من أفراد العائلة الأمنية والعسكرية، وأهالي المدينة الأبية.

في كلمته، أشاد السيد كمال الفقي بالبطولات التي قدمها الجيش والقوات الأمنية في مواجهة الإرهاب الغادر في هذه المعركة التي استمرت ثمانية أعوام، إنها معركة شجاعة برهنت فيها القوات المسلحة على جاهزيتها واستعدادها لمواجهة التحديات الأمنية، وقد تصدت لهجمات "داعش" ومشتقاتها بكل قوة وحسمت النزاع على أرض بن قردان.

لقد كان هذا الانتصار تضامنًا حقيقيًا مع المواطنين المدنيين الأبرياء الذين كانوا هم أيضا ضحايا هذه الأعمال الإرهابية، ونحن نكرم في هذه المناسبة شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل وطنهم، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ان هذه الذكرى تذكرنا بعبارة "وطني قبل بطني وبلادي قبل أولادي" التي تعبر عن وحدة وتلاحم التونسيين وتمسكهم بقيم الوطنية.

تخليد هذه الذكرى المجيدة يرسخ في قلوبنا قوة الصمود والتضحية في وجه أعداء الوطن، إنها رسالة قوية تؤكد على أن التونسيين لن يسمحوا لأي شخص بالتعدي على أرضهم أو على سيادتهم أو استقرارهم،كما إنها أيضا دعوة مستمرة لتعزيز قيم التضحية والتضامن والانتماء للوطن بين شبابنا وشاباتنا، الذين سيبذلون كل جهد ممكن للدفاع عن بلادهم.

لا يمكننا أن ننسى الملاحم التي خاضها المقاومون المسلحون في تونس لمقاومة الاستعمار الفرنسي، وقد كانت هذه المعارك حاضبة لتحقيق الحرية والاستقلال، وقد تكررت مجددًا في مواجهة الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار البلاد، هذا ويجب أن نحتفي ونكرم جميع الأبطال الذين قدموا التضحيات العظيمة في سبيل الوطن، سواء كانوا من القوات العسكرية أو الأمنية أو المدنيين.

تونس تواجه تحديات كبيرة في الوقت الحاضر، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، إن وحدة الشعب وتمسكه بقيم الوطنية ستكون العامل الحاسم في تجاوز هذه التحديات وبناء مستقبل أفضل للبلاد، كما يجب علينا الاستفادة من دروس الماضي وتعزيز التضامن والحوار للوصول إلى حلول شاملة ومستدامة.

في الختام، نحن نحتفل اليوم بذكرى ملحمة بن قردان ونكرم أبطالنا الذين قدموا التضحيات الجسام في سبيل الوطن، تلك الذكرى تذكرنا بأهمية الوحدة والتضامن والتضحية في بناء مستقبل مشرق لتونس، ونحن واثقون من أن الشعب التونسي سيظل قويا وصامدا في وجه التحديات وسيحقق التقدم والازدهار.

إيمان مزريقي