في خطوة تنموية لافتة تعكس تناغمًا نادرًا بين السلط الجهوية والمجالس المحلية، أطلقت ولاية جندوبة حزمة مشاريع حيوية بمختلف المعتمديات، بإشراف مباشر من الوالي الأستاذ الطيب الدريدي، وبمتابعة دقيقة من أعضاء المجلس الجهوي وممثلي الدولة، تنفيذًا لتوصيات رئيس الجمهورية قيس سعيد الداعية إلى الإصغاء المباشر لمطالب المواطنين والقطع مع المركزية العقيمة في تصور التنمية.
🎯 الغاية: تنمية قاعدية تبدأ من المواطن وتخترق الجبال والمناطق النائية.
النتيجة: مشاريع تعبيد وتهيئة لأكثر من 23 مسلكًا فلاحيا وريفيا، بقيمة تفوق 9 ملايين دينار، تستهدف المناطق التي طال تهميشها وربطها بشبكات الطرق الحيوية.
🛣️ خرائط جديدة للمسالك… والريف يعود إلى الحياة
من السعادنة والعزيمة والطرايدية بجندوبة إلى السلايمية وتاقمة وبونايل الباكرية بعين دراهم، مرورًا بـسيدي سالم وسيدي عبيد بوسالم، ورضاونة القواسمية وفرقصان بغار الدماء، تتهيأ المعتمديات لتنطلق الآلات والحفارات في رسم وجه جديد للجهة.
وفي تفاصيل المشاريع:
- معتمدية جندوبة: تعبيد مسالك استراتيجية مثل A616D وA6210D ومدرسة سيدي الهميسي.
- بلطة بوعوان: تهيئة مسلك الرحامنية.
- فرنانة: تهيئة 23.5 كم من المسالك الريفية (70% نسبة الإنجاز).
- وادي مليز وطبرقة: منشآت مائية وجسور، من بينها جسر على وادي بوترفس.
- عين دراهم: مشروع هيكلي لتهيئة 24.6 كم من المسالك الجبلية الصعبة، في خطوة لدفع التنمية السياحية والبيئية.
🏗️ أشغال كبرى قيد التنفيذ… وأكثر من 54 مليون دينار قيد الضخ
لا تقف الحركة عند تعبيد المسالك، بل تتعداها إلى:
- جسر على وادي ملاق بطول 191 مترًا.
- مشروع تهذيب الطريق الجهوية 75 الرابطة بين بوسالم وتيبار (تقدم بنسبة 30%).
- مشروع إصلاح انزلاق أرضي بعين جنان.
- مشروع تجميل مدخل مدينة جندوبة عبر الطريق الوطنية 17، يشمل مضاعفة الطريق 2×2، تهيئة مفترقات وتنوير عمومي ومأوى سيارات.
✅ مشاريع ليست مجرد إسفلت... بل كسر لعزلة عمرها عقود
هذه الحركية غير المسبوقة، تأتي لتكسر عزلة آلاف المواطنين، وتؤسس فعليًا لما يمكن وصفه بـ"الجمهورية الثانية للمناطق الريفية"، وفق رؤية تعتبر أن التنمية لا تُدار من المكاتب بل تُستشرف من الميدان.
ما يجري في جندوبة اليوم ليس مجرد تعبيد مسالك، بل إعادة إدماج جغرافي واقتصادي وثقافي للمواطنين الذين طالما صُنّفوا في خانة "المنسيين".
🟢 الخلاصة:
الجهة تتحرك. الآليات على الأرض. المال موجود. والرؤية واضحة.
السؤال الآن: هل تحذو باقي الجهات حذو جندوبة؟ وهل يتحول المسلك إلى طريق تنمية شاملة؟