في خطوة مفاجئة، خرج المدرب السابق للنادي الإفريقي محمد الساحلي بتصريحات نارية كشف فيها ما قال إنها كواليس خطيرة عاشها خلال فترة إشرافه على تدريب الفريق، ووجه اتهامات مبطنة – وأحيانًا مباشرة – لجهات داخل النادي، ما فتح أبواب التأويل والجدل على مصراعيها.
لكن السؤال المطروح اليوم:
لماذا الآن؟
ولماذا اختار الساحلي أسبوعًا واحدًا فقط قبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد ليُفجّر هذا الكم من المعطيات، ويهز استقرار نادي بدأ يتلمّس طريقه نحو التعافي؟
هذا التوقيت ليس بريئًا، وأن ما حصل يدخل تحت ما يُعرف بـ"الفتنة المشتركة"، بين الساحلي والإذاعة التي فتحت له المجال لتحصل على المتابعات بالضرر بالنادي الافريقي، حيث يتمّ استغلال وسائل الإعلام والتوقيت الحساس لإحداث بلبلة في صفوف الجمهور وضرب الثقة في الهيئة المديرة الحالية.
وإذا كان الساحلي قد تحدّث عن مسؤول يتدخل في الانتدابات ويفرض أسماء بعينها، فإن المنطق الاحترافي يفرض عليه – كمدرب ذي خبرة – أن ينسحب في حينه أو على الأقل أن يسمي الأمور بمسمياتها. أما أن يحتفظ بالصمت طوال فترة إشرافه، ثم يخرج بعد الطلاق بالتراضي ليتحدث عن "ملفات وأدلة" دون الكشف عنها، فذلك لا يخدمه كمدرب ولا يخدم النادي.
ولعلّ إشاراته المتكررة لمواقف السيد مهدي ميلاد نائب الرئيس، وإن لم يذكر اسمه صراحة، قد زادت من حالة الشك والانقسام داخل الشارع الإفريقي، وكأن هناك رسالة غير مباشرة تريد إرباك التوازنات الداخلية علاوة على انها تصفية حسابات شخصية.
أما عن عبارات الود التي وجهها في ختام تصريحه لجمهور النادي وللرئيس السابق، فهي تبدو باهتة بعد كل ما تمّ سرده من اتهامات وشبهات، وكأنها محاولة لتلطيف وقع تصريحات فجرت حالة من الغضب داخل بعض الأوساط.
اليوم، المسؤولية تقع على الهيئة المديرة للنادي الإفريقي لتوضيح الحقيقة والرد، بشكل رسمي وشفاف، على كل ما قيل. فالصمت في مثل هذه اللحظات قد يُفسَّر على أنه إقرار أو ضعف.
كما أن جمهور النادي مطالب بالتماسك، فالموسم الجديد على الأبواب، والإفريقي بحاجة لكل مشجع واعٍ لا ينجرّ وراء العناوين الرنانة أو التصريحات المتأخرة، بل يدعم الفريق على الميدان ويقف في وجه كل من يحاول زرع الفوضى عن قصد أو عن جهل.
قد تكون هذه بداية حرب كلامية جديدة تستهدف الإفريقي في لحظة حساسة... فليكن الردّ في الملعب، وبالصبر، وبالوحدة.
