في خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنّه سيرفع قيمة التعويضات المخصّصة للأندية التي تسرّح لاعبيها إلى 355 مليون دولار في مونديال 2026، أي بزيادة تقدّر بـ 70% مقارنة بما وزّع في نسخة قطر 2022.
لكن خلف هذه الأرقام الضخمة، يطفو سؤال مشروع: من سيحصد هذه الملايين؟
◾️ مونديال قطر 2022: الأرقام لا تكذب
المبلغ الإجمالي: 209 ملايين دولار.
عدد الأندية المستفيدة: 440 نادياً من 51 اتحاداً.
المستفيد الأكبر: الأندية الأوروبية التي احتضنت الغالبية الساحقة من اللاعبين.
نصيب الأندية العربية:
- المغرب: حصدت بعض الأندية مبالغ محدودة رغم الإنجاز التاريخي، لأن معظم اللاعبين محترفون في أوروبا.
- تونس: أندية مثل الترجي والنجم الساحلي والنادي الإفريقي حصلت على مبالغ متواضعة، لم تتجاوز في بعض الحالات بضع مئات آلاف الدولارات.
- الجزائر ومصر: حصيلة مشابهة مع استفادة جزئية للأهلي والزمالك ووفاق سطيف وشباب بلوزداد.
◾️ مونديال 2026: الأرقام في الأفق
مع رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخباً وعدد المباريات إلى 104 مباراة، فإن قاعدة الاستفادة ستتوسع:
- أوروبا ستظل الرابح الأكبر بحكم سيطرة أنديتها على أغلب النجوم.
- الخليج (السعودية، قطر، الإمارات) قد يكون الرابح العربي الأكبر، بفضل استقطابه لأسماء عالمية ستشارك في المونديال.
- شمال إفريقيا (تونس، المغرب، الجزائر، مصر): الاستفادة مرهونة بعدد اللاعبين المحليين الذين سيُدرجون في القوائم الرسمية. المؤشرات الحالية تؤكد أن النصيب سيبقى محدوداً مقارنة بالبطولات الأوروبية.
◾️ أين يكمن الخلل؟
المعادلة واضحة:
اللاعبون العرب يُكوَّنون محلياً.
يُصدَّرون في سن مبكرة إلى أوروبا.
الأندية الأوروبية تُسجلهم وتستفيد من تعويضات الفيفا.
والنتيجة: القارة الأوروبية تحصد الذهب، بينما الأندية العربية تتفرّج.
◾️ ما الحل؟
يرى خبراء أن الحل يكمن في:
- تطوير التكوين المحلي حتى تظل الأندية العربية حاضرة بقوة في قوائم المنتخبات.
- صياغة عقود احتراف ذكية تضمن حقوق الأندية الأم عبر آليات "التضامن والتكوين".
- الاستثمار في استقطاب لاعبين عالميين كما تفعل الأندية الخليجية، حتى تكون ضمن دائرة المستفيدين من نظام الفيفا.
✍️ مونديال 2026 لن يغيّر كثيراً في خارطة المستفيدين… أوروبا ستبقى في الصدارة، والخليج يقترب بخطوات، بينما تظل أندية شمال إفريقيا مطالبة بتغيير استراتيجياتها إن أرادت نصيباً من الكعكة العالمية.