عاشت ضاحية حلق الوادي، مساء السبت 13 ديسمبر، واحدة من أكثر ليالي الرياضات القتالية إشعاعًا في تاريخها، حين تحوّلت قاعة حمادي بن عمار إلى مسرح عالمي للكيك بوكسينغ والمواي تاي، في سهرة استثنائية كانت كل المؤشرات قبل انطلاقها توحي بأنها ستكون تاريخية… وقد كانت كذلك فعلًا.
سهرة عالمية بكل المقاييس، سبقتها تحضيرات ضخمة ومشاركة نخبة من أبطال العالم القادمين من مختلف الدول، ونزالات وُصفت قبل العرض بالمشتعلة والواعدة بإثارة من الطراز الرفيع. جمهور غفير، أجواء مشحونة بالحماس، وتنظيم احترافي أكّد منذ اللحظات الأولى أنّ تونس على موعد مع حدث لا يُنسى.
وسط هذه اللوحة القتالية الكبرى، خطف الملاكم التونسي رمزي نواينية الأضواء وكتب اسمه بأحرف من ذهب، بعد أن تُوّج ببطولة العالم إثر نزال قوي سيبقى راسخًا في الذاكرة، جسّد فيه معنى التحدّي والإصرار وعلوّ الكعب التونسي فوق الحلبة.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة عمل متكامل وإيمان عميق بالقدرات الوطنية، حيث أصرّ السيد كريم الشابي، منظم التظاهرات العالمية عبر Event Arena Canada، على أن يكون لتونس نصيب وازن في هذه البطولة العالمية، تشريفًا للراية الوطنية وإيمانًا بالمواهب التونسية، رغم كل الإغراءات والعروض الخارجية.
السهرة التي وُعد الجمهور قبلها بالمفاجآت، أوفت بكل تعهداتها: نزالات نارية، عروض احترافية راقية، ومستوى تقني عالٍ جعل من حلقة الوادي عاصمة عالمية للرياضات القتالية في تلك الليلة.
مبروك لتونس… مبروك لرمزي نواينية… وليلة ستظل شاهدة على أن الأبطال يولدون من رحم التحدّي.



