خسر المنتخب التونسي مواجهة مثيرة ومفتوحة على كل الاحتمالات أمام نظيره النيجيري بنتيجة 3-2، مساء السبت 27 ديسمبر 2025، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة لكأس أمم إفريقيا 2025، على أرضية ملعب مدينة فاس، في مباراة حبست الأنفاس حتى الثواني الأخيرة.

ودخل نسور قرطاج اللقاء بتشكيلة قادها أيمن دحمان في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي يان فاليري، ديلان برون، منتصر الطالبي وعلي العابدي، بينما تشكّل خط الوسط من محمد علي بن رمضان، حنبعل المجبري، فرجاني ساسي وإلياس السخيري، في حين عوّل الإطار الفني على حازم المستوري وإلياس العاشوري في الخط الأمامي.

وبعد دقائق أولى اتسمت بالحذر المتبادل، جاءت أولى المحاولات تونسية في الدقيقة الخامسة عبر تسديدة حنبعل المجبري، لكنها لم تُقلق الحارس النيجيري نوابالي. وردّ “النسور الخضر” سريعًا بضغط مكثف تُرجم برأسية لفيكتور أوسيمهن في الدقيقة العاشرة، مرت فوق العارضة.

وتواصل الضغط النيجيري، إذ أُلغي هدف لأوسيمهن في الدقيقة 17 بداعي التسلل، قبل أن يهدر فرصة أخرى برأسية جانبت المرمى في الدقيقة 28، وسط ارتباك دفاعي تونسي واضح.

وبعد نصف ساعة صعبة، بدأ المنتخب التونسي في استعادة توازنه وخلق فرص حقيقية بين الدقيقتين 31 و35، أبرزها عبر المستوري والعاشوري، غير أن غياب اللمسة الأخيرة حرم نسور قرطاج من افتتاح التسجيل.

وعلى عكس مجريات اللعب، تلقت الشباك التونسية هدفًا مؤلمًا قبل نهاية الشوط الأول، حين استغل أوسيمهن كرة عرضية وأسكنها المرمى برأسه، مانحًا نيجيريا التقدم.

مع بداية الشوط الثاني، حاول المنتخب التونسي تعديل تمركزه بالتحول إلى خطة 4-3-3، لكن الصدمة جاءت مبكرًا، بعدما ضاعف قائد نيجيريا سيمي أجايي النتيجة في الدقيقة 49، مجددًا بضربة رأسية.

ورغم تأكيد المدرب سامي الطرابلسي قبل المباراة على معرفته بنقاط ضعف المنافس، تلقّى نسور قرطاج ضربة ثالثة في الدقيقة 66، عندما استغل لوكمان ارتباك الخط الخلفي وسجّل الهدف الثالث، لتبدو المباراة متجهة نحو هزيمة ثقيلة.

لكن المنتخب التونسي أظهر شخصية قوية ورفض الاستسلام، فقلّص منتصر الطالبي الفارق في الدقيقة 74، قبل أن يُشعل علي العابدي اللقاء من جديد بهدف ثانٍ من ركلة جزاء في الدقيقة 87، فاتحًا باب الأمل في الدقائق الأخيرة.

وفي الوقت بدل الضائع، كاد فرجاني ساسي أن يخطف التعادل برأسية خطيرة مرت بمحاذاة القائم الأيمن، ليحرم نسور قرطاج من نقطة ثمينة، وتبقى النتيجة على حالها، مانحة نيجيريا فوزًا صعبًا وثمينًا.

هزيمة بطعم المرارة، لكنها حملت إشارات على روح قتالية قد تكون مفتاح العودة في قادم الجولات.