تحوّلت مغامرة غير متوقعة لفتى بيروفي بسيط إلى واحدة من أكثر القصص إلهامًا في أميركا الجنوبية، بعد أن أشعل المراهق كليفر هوامان، الشهير بـ “بول ديبورتيس”، مواقع التواصل بجرأته وطريقة تعامله مع شغفه كما لو كان محترفًا في كبرى الشبكات الرياضية.
ابن الخامسة عشرة، القادم من منطقة أنداهوايلاس البعيدة، قرّر أن يحوّل حلمه إلى واقع، رغم فقر الإمكانيات وبعد المسافات. كان يريد ببساطة أن يُعلّق على نهائي كأس ليبرتادوريس بين فلامنغو وبالميراس عبر قناته على اليوتيوب… لكن كل الأبواب أُغلِقت في وجهه بسبب سنّه الصغير.
لم يستسلم. حمل هاتفه، جهّز أدواته المتواضعة، واستقل مع شقيقه رحلة برّية استغرقت 18 ساعة كاملة للوصول إلى محيط ملعب مونومنتال في ليما. وهناك… بدأت الحكاية.
رغم عدم امتلاكه تصريح دخول الملعب، صعد بول إلى تلٍّ مجاور يمنحه رؤية بانورامية رائعة. ثبت هاتفه على حامل بسيط، رفع علماً يحمل اسم قناته، وبدأ يعلّق على المباراة كما لو كان في استوديو تابع لقناة كبرى. وبينما كان صوته يرتجف شغفًا، كانت الأنظار تتجه نحوه من حيث لم يتوقع أحد.
أكثر من 4700 مشاهد تابعوه مباشرة، فيما حقّق مقطع البثّ لاحقًا 1.5 مليون مشاهدة على تيك توك، لترتفع قناته إلى أكثر من 600 ألف متابع خلال ساعات قليلة.
وقبل البث، تجوّل بين الجماهير، يحمل ميكروفونًا بدائيًا، ويُجري مقابلات بأسلوب يوحي بأن وراءه فريق إنتاج كامل. المدهش أن مجموعة من المراهقين تجمّعت حوله على التل، يتابعون المباراة من خلال صوته، وكأنهم أمام معلق تلفزيوني محترف.
وبعد النهاية، انفجرت مواقع التواصل برسائل الدعم والإعجاب، وتحول الفتى إلى رمز جديد للحلم المُتَحَقِّق بالإصرار وحده.
قصة بول ديبورتيس اليوم ليست مجرد فيديو منتشر… إنها شهادة حيّة على أن الشغف لا يحتاج إلى رخصة، وأن طريق الشهرة قد يبدأ أحيانًا من تلة صغيرة تطل على ملعب كبير.



