وسط تصعيد غير مسبوق في الخليج العربي، أعربت وزارة الخارجية العراقية، مساء الاثنين، عن قلق بالغ من التطورات المتسارعة، إثر ما وصفته بـ"الهجوم الإيراني على قاعدة العديد في قطر"، والذي اعتبرته منعطفًا خطيرًا يُهدّد الأمن الإقليمي برمته.
وجاء في البيان الرسمي:
"نُتابع بقلق بالغ التصعيد الخطير والمتسارع... والذي بدأ يمتد إلى دول شقيقة، بتعرض دولة قطر إلى هجوم، في تطوّر لطالما حذّر العراق من احتمالية حدوثه".
🛑 العراق يقرأ النذر الأولى لحرب إقليمية واسعة؟
بيان الخارجية لم يكن مجرّد رد فعل بروتوكولي، بل جاء بلغة تحذيرية مباشرة، في وقت تُجمِع فيه أغلب التحليلات الأمنية على أن ضرب قاعدة العديد – إن تأكد – يمثل تجاوزًا لمعادلة الردع التقليدية بين إيران والولايات المتحدة، وينذر بانخراط أطراف جديدة في الصراع، وهو ما لطالما حذّر منه العراق، بحسب البيان.
هذا التصعيد المفاجئ – الذي وقع على مرمى حجر من القواعد الأمريكية بالخليج – أعاد إلى الأذهان شبح المواجهة المفتوحة، في منطقة تشهد أصلًا احتقانًا على أكثر من جبهة، من اليمن إلى لبنان، ومن سوريا إلى البحر الأحمر.
🕊️ العراق: بين الحياد الدبلوماسي وشبح الاحتراق الإقليمي
الموقف العراقي بقي ثابتًا على طول الأزمة: رفض الحلول العسكرية والدعوة إلى الحوار. لكن بيان وزارة الخارجية هذه المرة اتخذ طابعًا أكثر تحذيرًا، وربما يعكس خشية حقيقية من أن يتوسع نطاق الضربات ليشمل جغرافيات قريبة أو متداخلة مع المصالح العراقية، لا سيما أن العراق ذاته يعيش على وقع توترات داخلية مرتبطة بالتحالفات الإقليمية.
وأكد البيان أن:
"لا سبيل لحل الأزمات إلا عبر الحوار، والابتعاد عن الخيارات العسكرية... وتغليب لغة العقل والمصالح المشتركة".
🧭 ما بين السطور: رسائل عراقية إلى من؟
– إلى طهران: لا تجعلوا من الخليج ساحة اختبار للصواريخ.
– إلى واشنطن: كفّوا عن سياسة الردع الغامض التي تحرق الجميع.
– إلى دول الخليج: العراق يرفض أن يكون جزءًا من أي محور عسكري.
– إلى المجتمع الدولي: الوقت حرج... والشرارة اشتعلت.
🔚 الخلاصة:
العراق، وهو أقرب من أي طرف آخر إلى خطوط التماس الجيوسياسي، يدق ناقوس الخطر مبكرًا: الخليج يقترب من حافة انفجار شامل، وكل ضربة صاروخية قد تُشعل سلسلة من التداعيات العابرة للحدود. فهل من يسمع قبل أن تفلت الأمور من عقالها؟